[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و آله
قالوا رضي الله عنهم :
"علومنا ذوقية وهبية، لا تلحقها العقول
ولا تقيدها الأقلام و لا تحصرها الطروس."
فكل من طلب حقيقة التصوف من مطالعة
الأسفار وجمع النصوص و الأقوال لا يصل
إلى مطلوبه، بل يميل إلى الإنكار، لكن إذا
أدركاته العناية فلا تضره تلك الجناية؛
بل تحمله إلى شيخ عارف بأحوال الطريق
يختصر له المسافات ويطوي له مراحل
السير حتى يُظهر له حقيقة نفسه
و من حوله من بني جنسه،
و حينها تطلبه الحقائق وتأتيه
من جميع المشارق و المغارب.
أما من طلب التصوف وحقيقته من الأوراق
ولم يطلبه عند أصحاب الأذواق،
فحاله حال من يطلب النحو عند أرباب
المنطق و علم الكلام، أو قل كمن يطلب
تعلم العروض و البيان عند أصحاب الهيئة
و الحساب، و باختصار شديد فلا تطلب معرفة التصوف
عند المحدث و لا عند الفقيه ولا عند غيرهما ؛
ولكن اطلبها عند أهلها تشرق عليك أنوارها.
و السلام عليكم
ورحمة الله
تعالى و بركاته
[/align]