هناك رباط من نوع ما بين الإمام أحمد بن إدريس والإمام الأكبر محيي الدين بن عربي وأعتقد أنه لايتعدى تشابه الحال بين السيد أحمد والإمام الأكبر في أن كل منهم تعرض للهجوم فالإمام الأكبر تعرض للهجوم نتيجة للآرائه ونظرياته الفلسفية التي هوجم فيها أشد هجوم واتهم في أغلبها بالزندقة والإلحاد
أما السيد أحمد بن إدريس كان على خلاف شديد مع علماء مكه منذ زيارته الأولى إذ كان يعتمد الكشف أحد المصادر الرئيسيه للمعرفه -أقول للمعرفه وليس للتشريع - وهذا ما أوقع الصدام بينهم فرموه بالزندقه وعملوا على إيذائه إلا ان الشريف غالبا حاكم مكه قام بحمايته منهم أنذاك وحينما استولى آل سعودعلى مكة عام (1803)هجريه عاملو السيد أحمد معامله حسنه وان خالفوه في بعض أرائه وقد جرت بينه وبينهم مناظرة مشهورة (طبعت أكثر من مرة في مصر والسعودية )وفى الزيارة الثانية لم ينج السيد أحمد من اتهامات المغرضين وإيذاء المخالفين وقد تحرج وضعه في ظروف الصراع الدائر في مكة بين أل سعود والوهابيين من جهة ؛ومحمد على وأشراف مكة والسلطنة العثمانية من جهة أخرى ؛فاضطر السيد أحمد إلى مغادرة مكة متوجها إلى اليمن بعيدا عن وشائب هذا الصراع وانتهى المطاف به عند أمير منطقة عريش الشريف على بن حيدر بن محمود من الأشراف الذي أكرم وفادته وهيأ لة سبل الاستقرار ولكن السيد أحمد بن إدريس آثر الإقامة في بلدة صبيا بالقرب من أبى عريش .وفى صبيا اجتمعت علية أمم غفيرة فبث فيهم السيد أحمد بن إدريس رضي اله عنه العلوم الشرعية والفقهية الحديث والتصوف والتربية والسلوك إلى أن لاقى ربه رضي الله تعالى عنه .
ننتظر مشاركات الأخوة المهتمين بالتاريخ الدعوي في هذه المشاركة