السلام عليكم ورحم الله وبركاته
عبد السلام بن محمد العَلَمي (1246 - 1322 هـ / 1830 - 1904 م). طبيب مغربي، عالم ب الميقات و الفلك و الرياضيات و شاعر ولاعب شطرنج ألف كتاباً في حل ألغاز لعبة الشطرنج، وهو مشارك في علوم عصره. من أهل فاس مولداً ووفاة. تخرّج من المدرسة الطبية بمصر (مدرسة القصر العيني بـالقاهرة) في عهد الخديوي إسماعيل باشا (انظر الخديوى إسماعيل ومصر في عهد إسماعيل [1]). وأنشأ مصحة صغيرة في بلده بعد رجوعه إلى أرض الوطن. يعده المؤرخون لتاريخ الطب بالمغرب نقطة تحول بين الطب التقليدي والطب الحديث في مغرب عصر النهضة الحديثة على حد قول الطبيب الفرنسي والمؤرخ للطب بالمغرب الدكتور رينو (Henri-Paul-Joseph Renaud)، على الخصوص. شغل طبيبا خاصا للسلطان مولاي الحسن الأول ولعياله. ولقد عاصر في مدة حياته أربعة سلاطين ممن حكموا المغرب في ظل الدولة العلوية، الشريفة بالترتيب: أبو الفضل عبد الرحمن بن هشام ، محمد الرابع بن عبد الرحمن ، الحسن الأول بن محمد ، عبد العزيز بن الحسن . وشغل في بلاط اثنين منهم.
أصله ونسبه
ينتمي عبد السلام بن محمد العلمي إلى الأسرة العَلَمية الإدريسية الشريفة. أما تسمية العلمية فنسبة إلى جدهم الجامع: أبي بكر [2] بن علي [3] بن بوحرمة [4] العلمي سليل أجداده الأدارسة المدفون ب جبل العلم بالقرب من مدينتي تطوان و شفشاون بالشمال الغربي من المغرب، وأما الإدريسية فنسبة إلى إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب، والحسنية فنسبة إلى الحسن السبط، والشريفة نسبة إلى الرسول محمد بن عبد الله -ص-. ولقد ذكر نسبه في كتابه "ضياء النبراس" لما تحدث عن شيوخه الذين درس عليهم علم الطب العصري في القاهرة. فبين نسبه إلى جده عبد السلام بن مشيش على هذا النحو: عبد السلام بن محمد بن أحمد بن العربي بن أحمد بن أحمد (مكرر) بن عمر بن عبد القادر بن أحمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب (الأصغر) بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الوهاب (الأكبر) بن عبد الكريم بن محمد بن الولي الصالح القطب عبد السلام بن مشيش الشهير (المدفون بقنة جبل العلم وإليه ينتسب العلميون [5]). وباقي النسب معروف ومرفوع إلى النبي (ص) (انظر ترجمة عبد السلام بن مشيش).[6][7][8].
العالم الفلكي واختراعاته
درس عبد السلام بن محمد العلمي علم الفلك وعلم التنجيم والميقات بفاس فتتلمذ عليه علماء أشتهروا في تلك العلوم نذكر منهم: محمد العلمي والفقيه الاغزاوي. وقد حكى تلامذته أنه كان في أي وقت جالسهم من الأوقات ليلاً أو نهاراً يدلهم على الساعة: فإن كان نهاراً يقف الشيخ ويرفع رأسهُ إلى السماء ويقول للسائل هذه الساعة كذا (بالدقائق)، وإن كان ليلاً ينظر إلى النجوم ويقول لهم الساعة. ويحكي عنه ولده سيدي أحمد بن عبد السلام العلمي أنه في عصر يوم كان يجالس أهله (وهو فيهم) بالمنزه ببيته فقام واستعجلهم بالقيام من ذاك المكان مـخـبـرهم أنصاعقة ستقع به بعد دقائق قليلة. وما أن أنزوى هو أهلهُ في مكان مأمون حتى حدث ما توقعه بالمكان الذي أشار إليه.
نبغ عبد السلام في الفلك وقد ظهر ذلك في اختراعه للآلات الشعاعية. فاخترع آلة شعاعية سماها باسمين "جعبة العالم" و "أسطوانة العالم" ثم أهداها للملك محمد الرابع. ولا يعرف شيء عن هذه الآلة.
واخترع كذلك آلة شعاعية أخرى أطلق عليها اسم "ربع الشعاع والظل" وذلك في السنة 1283 هـ / 1866م. وأهدى آلته هذه للسلطان محمد الرابع بن عبد الرحمن في السنة الموالية 1284هـ / 1867م.
ويجدر بالذكر أن عبد السلام العلمي كتب رسالة سماها "إرشاد الخل لتحقيق الساعة بربع الشعاع والظل" أوضح فيها كيفية استعمال آلته "ربع الشعاع والظل". وضمن رسالته صورة الآلة. وقد طبع هذه الرسالة في مصر لما كان يدرس الطب في اثني عشر صفحة من الحجم المتوسط
[عدل] شيوخه في المغرب
تلقى عبد السلام العلمي علومه على عدة مشاييخ من بينهم والده سيدي محمد بن أحمد العلمي والعلامة أبا إسحاق التادلي الرباطي. وكان بجانب اشتغاله بالتأليف يقوم بتدريس الفلك و الطب بـجامعة القرويين كما بين ذلك في أول كتابه "أبدع اليواقيت
وفاته
توفي بفاس، يوم الخميس 19 جمادى الثانية 1322هـ / 1 سبتمبر 1904م. ودفن بمقبرة العلميين بفاس، التي أسسها حوالي عام 1320 هـ ورممها حديثاً حفيده الدكتور مصطفى مشيش العلمي عام 1413 هـ / 1992م في إطار إنقاد مدينة فاس العتيقة. وتقع المقبرة بباب كيسة - زنقة سيدي علي المزالي، فاس. وقبره معروف وعليه لوحة كتب عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آله هذا قبر الشريف الفقيه العلامة المختار في المعقول والمنقول ذا التآليف العديدة في آلات التوقيت وفي الطب وفي غيرهما مولاي عبد السلام بن الفقيه الأستاذ سيدي محمد العلمي الحسني توفي رحمه الله يوم الخميس 19 جمادى الثاني 1322 هـ.
المصدر ويكيديا الموسوعة الحرة