بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
هو السيد احمد بن السيد محمد الشريف بن السيد محمد بن على السنوسى الخطابى الحسنى الادريسى رئيس المجاهدين وشيخهم ولد بزاوية الجغبوب على حدود ليبيا الشرقية عام 1290 هجرية وتربى فى حجر والدة ولما بلغ السادسة دخل فى كفالة عمه الاستاذ الاعظم السيد محمد المهدى وبدأ حفظ القرآن عليه حتى حفظ منه الكثير ثم بأمر عمه اتم حفظه على السيد المدنى التلمسانى تلميذ الامام الاكبر السيد محمد بن على السنوسى وبعد اتقانه حفظ القرآن بدأ تلقيه لسائر العلوم العربية والشرعية على الشيخين الجليلين السيد عمران بن بركة الفيتورى والسيد احمد بن عبد القادر الريفى وهما من أكابر تلاميذ جده الاستاذ بن السنوسى واجازاه بكل ما اجازهمابه السيد ابن السنوسى من كل ما يصح عنه دراية ورواية من معقول ومنقول ثم ارتحل مع عمه من الجغبوب الى واحة الكفرة عام 1312هجرية ثم زار الجغبوب بعد وفاة والده بها عام 1313 هجرية وعاد الى الكفرة ومكث مع وعمه الامام السيد المهدى يتلقى العلوم عن السيد احمد الريفى وفى عام 1317 ارتحل مع عمه الامام السيد المهدى من الكفرة الى قرو بتشاد وشارك فى حرب الفرنسيين الذين تصدوا لدعوة الامام السيد المهدى الاسلامية
حين قدومه لتشاد وقام السيد احمد الشريف بعد عمه فى خلافته الروحية فى الدعوة الى الله والدلالة عليه وذلك بعد أن اجازه عمه إجازة عامه مطلقة تامة فقام بجهاد الفرنسيين فى تشاد مدة عشر سنوات ثم لما اعتدت ايطاليا على ليبيا عاد للوطن للدفاع عنه ضد الغزاة ولما صالحت الحكومة العثمانية إيطاليا واعترفت لها بليبيا تنازل الخليفة العثمانى السلطان محمد رشاد للسيد احمد الشريف واقامه مقامه وجعله نائبا عنه فى ليبيا فقاد الجهاد ضد الايطاليين وحضر اول معركة بنفسه المعركة المشهورة (بيوم الجمعة) وكتب الله فيها النصر للمسلمين وكان كثيرا ما يحضر المعارك التى استمرت بعد هذه المعركة ويشارك المجاهدين كمعركة (بيضا فم ) وسوانى العبار و وساونو و المعيزيل ووادى قمرا وهذه المعارك كانت خلال السنوات 1331، 1332، 1333 هجرى ثم لما نشبت الحرب بينه وبين الانجليز زمن حكمهم لمصر واضطر لمواجهتهم أقام مقامه ابن عمه السيد ادريس المهدى السنوسى
وتولى بنفسه محاربة الانجليز( بمرسى مطروح واستولى على واحة سيوة ثم زحف الى الواحات البحرية والفرافرة والداخلة وحاول الانجليز الالتفاف عليه وقطع خط الرجعة على قواته فاضطر الى التراجع الى سيوة ) وكل هذه الاماكن المذوكورة بين القوسين بالاراضى المصرية ومن سيوة الى الجغبوب فجالو واوجلة فزلة فمرادة فهون فودان وهذه الواحات كلها بالاراضى الليبية ثم دعاه السلطان العثمانى لزيارة اسطنبول فلبى طلبه وتوجه إليها وعرض على السيد احمد فيها مقام نيابة الخليفة فأبى واعتذر ثم خرج من اسطنبول متوجها الى سوريا ومنها الى بيت المقدس ثم رجع الى سوريا ومكث فيها شهرين ثم توجه الى مكه المكرمه فأدى فريضة الحج وزار الطائف ثم توجه الى اليمن لزيارة مقام السيد احمد بن ادريس شيخ جده الامام ابن السنوسى وقام هناك بعقد معاهده صلح بين سلطان الحجاز ونجد الملك عبد العزيز آل سعود وبين السيد الحسن الادريسى امام عسيرثم عاد الى مكة لاداء العمرة وذلك عام 1345 هجريه ومنها الى المدينه المنورة وابتدأ مرضه فيها الى ان دعاه مولاه الرحيم الى جواره الكريم وذلك فى يوم الجمعة الموافق 13- ذى القعدة عام 1351هجريةودفن بالبقيع بين سيدنا ابراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم والامام مالك بن انس امام المذهب المعروف رضى الله عنهم اجمعين
ومن مؤلفاته مقدمة الاوراد المسماه(الانوار القدسية فى مقدمة الطريقة السنوسية)والتى لخصت منها مشاركتى هذه وكذلك رساله فى فضل الجهاد والحث عليه وكتاب الشموس الاشراقية وكتاب ملخص الشموس الشارقة فى المشائخ المغاربة والمشارقة وكتاب الكوكب الزاهر وكتاب السراج الوهاج فى بيان رحلة السيد المهدى من الجغبوب الى التاج -( التاج هو هضبه عاليه بواحة الكفرة تعرف عند اهل الواحه بهذا الاسم وسكان الواحه الذين استضافوا السيد المهدى ورفاقة هم قبيلة زويه التى منها الشيخ محمد الزوى وبالمناسبه الواقف على يمين السيد محمد الزوى هو الشيخ الحسينى مفتى فلسطين والمجهاد الفلسطينى المعروف وعذرا فلم يحضرنى اسمة وارجو ممن يعرف اسمه ان يذكرنا به )وكذلك من مؤلفات السيد احمد الشريف كتاب الدر النضيد من كلام ساداتنا المفيد .
هذه ترحمة متواضعة للسيد احمد الشريف السنوسى رضى الله عنه وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء اختصرتها من كتاب الانوار القدسية المذكور وارجو ان اكون قد قدمت شىء مفيد .
مركز رفع الملفات
صورة نادرة للمجاهد السيد أحمد الشريف السنوسي و المجاهد السيد الشيخ محمد الزوي
العرض العادي
