بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
الإمام الشريف سيدي عمر بن ادريس بن ادريس
قدس سره الشريف
ومنهم: ولده الإمام، الفرد الهمام، السيد الجليل، الفاضل الزكي التقي الألمعي الكامل، عنصر المجد الطاهر، وسلالة النبوءة الباهر، أبو حفص سيدنا ومولانا عمر بن سيدنا ومولانا إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل.
كان- رحمه الله، كما هو مقتضى قربه وشرفه- ماجدا فاضلا ، ذكيا شجاعا، بطلا عاقلا، سخيا جوادا وفيا، آمينا تقيا، متبعا سبيل سلفه الكرام، سالكا مسلك آبائه وأجداده الكبراء الأمجاد الأعلام.
وكان مولى من قبل أخيه الأكبر سيدي محمد على تيجساس وترغة وما بينهما من قبائل صنهاجة وغمارة، ثم بعد قيام أخيه سيدي عيسى بآزمور على أخيهما الأكبر سيدي محمد المذكور طالبا الأمر لنفسه، وأمر الإمام سيدي محمد لأخيه سيدي القاسم بحربه وامتناعه من ذلك وانتداب صاحب الترجمة لحربهما معا والإيقاع بهما، ولاه أخوه الإمام سيدي محمد جميع ما كان بيدهما، قال ابن خلدون في " العبر": " فصار الريف البحري كله من عمل عمر هذا من تيجساس وبلاد غمارة إلى سبته ثم إلى طنجة. وهذا ساحل البحر الكبير. قال: واتسعت ولاية عمر بعمل عيسى والقاسم وخلصت طويته لأخيه محمد الأمير" . انتهى .
وفي بعض التواريخ أن أخاه المذكور : استوزره- أي اتخذه وزير صدق يستشيره في أموره. ويستعين به على مصالح العباد- وهذا يدل على أنه – رضي الله عنه- كان له على بقية إخوته مزيد فضل وذكاء ، وشفوف مرتبة- وعلو درجة، علما ودينا ونصيحة ومحبة في الأمة.
ولم يزل صاحب الترجمة- رضي الله عنه – معروفا بالفضل والدين والعدل، واتباع سيرة سلفه الصالح، وهديهم الواضح، إلى أن توفي- قال في " الأنيس" – بموضع يقال له ، فج الفارس من بلاد صنهاجة، فحمل إلى مدينة فاس ودفن بها وصلى عليه أخوه الإمام محمد.
وقال ابن خلدون في تاريخه الكبير المسمى "بالعبر": " توفي في إمارة أخيه محمد ببلد صنهاجة بموضع يقال له : فج الفارس. سنة عشرين ومائتين، ودفن بفاس" . وفي" كنوز الأسرار" للإمام المقري أنه:" حمل إلى فاس بعد وفاته، ودفن بها مع أبيه – يعني بإزائه- من شرقي جامع الشرفاء كما ذكره غير واحد" ويأتي في ترجمة أخيه الإمام محمد ما يفيد أن وفاته كانت في شعبان أو رمضان من السنة المذكورة، وأن قبره الآن غير معين، والله أعلم.
قال في " الجذوة": " وترك من الولد عليا وادريس، وأمهما زينب بنت القاسم الجعدي، وعبدالله ومحمدا: وأمهما جارية مولدة" . انتهى، وأصله في " الأنيس" . وزاد :" إن اسم الجارية المذكورة ، رباب " والله أعلم .
مصدر:
سلوة الأنفاس للشريف سيدي جعفر بن محمد الكتاني