باسمك اللهم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد
و بعد: سادتي و إخواني، أحببت من خلال هذا الموضوع التطرق الى كلمة حق أريد بها باطل، هذه الكلمة التي كانت لها ظروف خاصة حين تم التلفظ بها و اليوم تعاد على ألسنة أناس لا نعرف قصدهم، و قد وردت هذه الكلمة في بيان رابطة الأشراف أون لاين، الخاص بعدم انتساب الرحاحلة الى آل البيت عن طريق المولى محمد بن سليمان بن عبد الله المحض، فقد جاء في آخر بيانهم ما يلي " نجد المؤرخ المغربي ابن زيدان في ( المنزع اللطيف) يذكر لنا مقولة:" كاد المغرب أن يكون شريفاً " ، من كثرة من ادَّعى الشرف " انتهى ،
و هدفي هنا ليس توضيح و لا تبرير الأسباب التي جعلت المؤرخ ابن زيدان المغربي يقول هذه الجملة، و إنما غرضي بيان علة قولها من طرف أعضاء رابطة الأشراف أون لاين، و السبب الخفي الواضح الغير معلن عنه في بيانهم، هو أن بلاد المغرب بلاد سائبة مشاع للمنتسبين الى آل البيت ادعاءا و زورا، أنا لا أنكر حدوث هذا أحيانا، و هو أمر ليس حكرا على المغرب و لكن كما قال عبد المطلب " إن للبيت ربا يحميه " و تماشيا مع عقيدة ظهور المهدي عليه السلام فالله تعالى تكفل بحفظ هذا النسب الطاهر، كما أن كل دعي لا يهنأ بما أراده و يفضح أمره و لو بعد حين، و لينظر هؤلاء السادة الى آخر فضيحة انساب تقع في ديارهم المقدسة، زد عليه أن أصحابنا يستكثرون على المغرب كثرة أشرافه، و بعد هذا التقديم الوجيز و بعدما أضحت الفكرة واضحة انتقل الى المناقشة التي اعدكم بأن تكون علمية منطقية أكثر منها شيئا آخر.
أقول مستفتحا بنسبه صلى الله عليه و سلم و هو الشاهد إذ لا شاهد أفضل منه فداه نفسي.
فهو سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم بن عبد الله(1) بن شيبة عبد المطلب(2) بن هاشم(3) بن عبد مناف(4) بن قصي(5) بن كلاب(6) بن مرة(7) بن كعب(8) بن لؤي(9) بن غالب(10) بن فهر(11) بن مالك(12) بن النضر(13) بن كنانة(14) بن خزيمة(15) بن مدركة(16) بن إلياس(17) بن مضر(18) بن نزار(19) بن معد(20) بن عدنان(21)
فهؤلاء واحد و عشرون21 أبا يصلون في نهايتهم الى عدنان الذي يعد ثالث جذم من أجذام العرب الثلاثة قحطان و قضاعة و عدنان، لن ندخل في التفاصيل، و سننتقل الى القاعدة التي اعتمدها مختلف النسابة و إن كانت تتغير بحسب ظروف خاصة، إلا انها تبقى القاعدة الأكثر مصداقية و الأكثر قبولا، إنها قاعدة جعل ثلاثة آباء لكل قرن، و بحساب عددي بسيط جدا سنخلص الى أن المدة الفاصلة بين نبينا صلى الله عليه و سلم و بين عدنان هي سبعمائة سنة، هذا أولا
ثانيا كلنا يعلم أن عدنان هو الجد الجامع للعرب المستعربة او عرب الشمال إن شئنا، فمنه خرجت القبائل الكبرى خندف أو كنانة و مضر و ربيعة .
فتحت الأولى انضوت قريش و بنو أسد بن خزيمة و بنو الهون بن خزيمة و بنو هذيل بن مدركة،
و تحت الثانية انضوت ضبة بن أد و الرباب و مزينة و عكل و ثور و خزاعة و أسلم و بنو تميم بن مر بن أد.و جديلة و بنو غني و الطفاوة و باهلة و بنو عبد الله بن غطفان و بنو أشجع و بنو أنمار و عبس و فزارة و ثعلبة و مرة بن عوف و بنو محارب و بنو مازن و بنو سعدوثقيف و بنو نصر و سلول و بنو هلال و بنو نمير و بنو كلاب بن ربيعة و بنو عقيل بن كعب و بنو الحريش و جعدة بن كعب و العجلان و بني عامر بن ربيعة.
و تحت الثالثة انضوت ضبيعة و عنزة و عبد القيس بن أفصى و النمر بن قاسط و تغلب بن وائل و بكر بن وائل و عنز.
أكتفي بما ذكرت من القبائل و لا شك أني قد اسقطت عددا كبيرا و انما ذكرت ما حضرني و تذكرته، فانظروا جزاكم الله خيرا، و بعين العقل كيف تفرقت هذه البطون الكثيرة و الرجال المشهورة في مدة سبعمائة سنة و لنجعلها ألف سنة توسعة منا و استيعابا، فإذا كان هذا لعدنان و حده، افلا يكون لإدريس بن عبد الله المحض و لمحمد بن سليمان بن عبد الله المحض و قد مضى على تواجدهما ببلاد المغرب ألف و مائتي سنة، نفس الكثرة في النسل و الذرية؟؟؟؟؟؟
و ما عسانا نقول في ذرية الحسن الداخل جد العلويين الملوك و قد مضى على دخولهم ما يقارب او يفوق السبعة قرون؟؟؟؟؟؟
و ما عسانا نقول أيضا في ذرية الحسن المثلث الوافدين منذ زمن بعيد الى بلاد السوس من المغرب الأقصى ؟؟؟؟؟؟
و هذه أمثلة فقط، و لم أذكر الأشراف الحسينين من الصقليين و العراقيين و العروسيين والأشراف العقيلين و العباسيين. هؤلاء الأشراف الذين وجد آباؤهم الأوائل في هذا المغرب البلد الأمين و الملجأ الآمن فحطوا الرحال و أنجبوا فحول الرجال.
ألا تكفي كل هذه المدد الزمنية، لأن تعطينا بحارا من الأشراف لا تنضب؟؟؟؟؟
ألا تكفي كل هذه المدد الزمنية لأن تجعل من المغرب الأقصى مصدرا حقيقيا لأشراف معينين دون غيرهم؟؟؟؟؟
نور القعل يقول نعم و أكثر، و ظلام الجهل يقول لا و لكن الحقيقة تبقى في:
أدام الله المغرب شريفا رغما عن أنف الحاقدين.
و للمعلومة فقط فالعرب بالمغرب الأقصى مجتمعين شريفهم و عامهم لا يشكلون الا أقلية تبلغ نسبتها 30 في المائة من مجموع السكان.