العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة > مجلس الشعر والنثر .
 

مجلس الشعر والنثر . هنا نلتقى لنسطر كل ما هو رائع وجميل ومميز من النثر والشعر الفصيح أو الشعر النبطي(البدوي).

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-04-2009, 04:06 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي واحة الشعر فى ال البيت

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقيه الشاعر علي بن الحسين المرتضى (ت 436 هـ)، ينشد في قصيدة تحت عنوان
"وهل لي سلوان" من الطويل:
ألا إنَّ يومَ الطف أدمى محاجراً ** وأدوى قلوبا ما لهنَّ دواءُ
وإنَّ مصيباتِ الزمانِ كثيرةٌ ** ورُبَّ مصابٍ ليس فيه عزاءُ
فيا لائما في دمعتي أو مفنِّداً ** على لوعتي واللّومُ منه عناءُ
فما لكَ منِّي اليومَ إلا تلهُّفٌ ** وما لكَ إلا زَفرةٌ وبكاءُ

إلى ان يصل موضع الشاهد:
دعوا قلبيَ المحزونَ فيكم يُهيجُهُ ** صباحٌ على أخراكُمُ ومساءُ
فليس دموعي من جفوني وإنما ** تقاطّرنَ من قلبي فهُنَّ دما

ومن الصور المتقابلة قول علي بن منصور (ق 5) في وصف واقعة كربلاء:
أباد الأكرمين بني عليٍّ ** يزيدٌ والدَّعي إلى سُميّة
شفيعٌ في المعادِ لنا أبوهُم ** ويشفعُ في المعادِ لهم أمَيّة

"من عليا قريش" يقابل فيها قصيدة لأهل قزوين في مصاب الحسين (ع) وفيها:
رأس ابن بنت محمد ووصيه ** للمسلمين على قناة يرفع
فأنشأ المعري:
مسَحَ الرسولُ جَبينَه ** فلَه بريقٌ في الخُدودِ
أبواه مِن عَليا قُرَيـ ** ـشِ وجدُّه خيرُ الجُدودِ

والمعري صاحب القصيدة المشهورة من الخفيف تحت عنوان "شاهدان"، ومطلعها:
علّلاني فإنَّ بيض الأماني ** فنيت والظلام ليس بفان
ثم يضيف:
وعلى الدَّهر من دماء الشهيدَيـ ** عليٍ ونجله شاهدانِ
فهما في أواخرِ الليلِ فجرا ** نِ وفي أولياته شفقانِ

إلى أن يقول:
وبهم فضَّل المليكُ بني حواء حتى سَمَوا على الحَيَوان
شُرِّفوا بالشِّراف والسُّمرُ عيدا ** نٌ إذا لم يُزَنَّ بالخِرصانِ

ويستوحي مروان بن محمد السروجي (ت 460 هـ) من قول النبي محمد (ص): (حب آل محمد جواز على الصراط) وقوله (ص): (أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي)، فينشد من الطويل تحت عنوان "حب العترة" في مقطوعة ومطلعها:
عليك بتقوى الله ما عشت إنه ** لك الفوز من نار تقاد بأغلال
إلى أن يقول:
وحبُّ عليٍّ والبتولِ ونسلها ** طريقٌ إلى الجنّات والمنزلِ العالي

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 08-04-2009, 04:23 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي قصيدة الفرزدق فى مولانا على زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين

روي ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة ابيه , فطاف بالبيت, فلما اراد ان يستلم الحجر لم يتمكن حتي نصب له منبر, فاستلم وجلس عليه , وقام اهل الشام حوله , فبينما هو كذلك اذ اقبل علي بن الحسين , فلما دنا من الحجر ليستلمه تنحي عنه الناس اجلالا له وهيبة واحتراما, فقال اهل الشام لهشام :من هذا؟؟؟؟ فقال لا اعرفه استنقاصا به واحتقارا لئلا يرغب فيه اهل الشام, فقال الفرزدق وكان حاضرا : انا اعرفه, فقالوا : ومن هو؟؟؟ فاشار الفرزدق يقول:[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://aladdarssah.com/mwaextraedit2/backgrounds/15.gif');background-color:skyblue;border:9px double sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

هذا الذي تعرف البطحاء وطاته **** والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم **** هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله *** بجده انبياء الله قد ختموا
فليس قولك: من هذا بضائره *** العرب تعرف من انكرت والعجم
حمال اثقال اقوام اذا فدحوا *** حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال لا قط الا فى تشهده *** لولا التشهد كانت لائه نعم
مشتقة من رسول الله نبعته *** طابت عناصرها والخيم والشيم
ينمي الي ذروة العز التي قصرت ** عن نيلها عرب الاسلام والعجم
من جده دان فضل الانبياء له *** وفضل امته دانت لها الامم
يغضي حياءا ويغضي من مهابته *** فما يكلم الا حين يبتسم
اذا راته قريش قال قائلها *** الي مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ** ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم
بكفه خيزران ريحها عبق *** من كف اروع في عرنينه شمم
كلتا يديه غياث عم نفعهما *** يستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشي بوادره *** يزينه اثنتان : الحلم والكرم
لا يخلف الوعد ميمون بغيبته *** رحب الفناء اريب حين يعتزم
ينجاب نور الهدي من نور غرته ** كالشمس ينجاب عن اشراقها الغيم
عم البرية بالاحسان فانقشعت *** عنها الغواية والاملاق والظلم
ان عد اهل التقي كانوا ائمتهم *** او قيل من خير اهل الارض قيل:همو
من معشر حبهم دين وبغضهم *** كفروقربهم منجي ومعتصم
يستدفع السوء والبلوي بحبهم *** ويستزاد به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم *** في كل حكم ومختوم به الكلم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم *** ولا يدانيهم قوم وان كرموا
هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت *** والاسد اسد الشري والباس محتدم
يابي لهم ان يحل الذم ساحتهم *** خيم كرام وايد بالندي هضم
لا ينقص العدم بسطا من اكفهم *** سيان ذلك ان اثروا وان عدموا
اي الخلائق ليست في رقابهم *** لاولية هذا اوله نعم
من يعرف الله اولية ذا *** فالدين من بيت هذا ناله الامم
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

غضب هشام من ذلك وامر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فلما بلغ ذلك علي بن الحسين رضي الله عنهما بعث الي الفرزدق باثني عشر الف درهم ,فلم يقبلها وقال: انما قلت ما قلت لله عز وجل ونصرة للحق وقياما بحق رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذريته, ولست اعتاض عن ذلك بشئ. فارسل اليه علي بن الحسين يقول: قد علم الله صدق نيتك في هذا واقسمت عليك بالله لتقبلنها , فتقبلها منه, ثم جعل يهجو هشاما, وكان مما قال فيه:
تحبسني بين المدينة والتي *** اليها قلوب الناس تهوي منيبها
يقلب راسا لم يكن راس سيد ** وعينين حولاوين باد عيوبها

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 08-04-2009, 06:04 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي أعظم قصيدة سياسية عقائدية في حب آل البيت (ع) وتحقير أعدائهم للكميت بن زيد الأسدي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://aladdarssah.com/mwaextraedit2/backgrounds/15.gif');background-colorrange;border:8px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
طربت وما شوقا الى البيض أطربُ ولا لعبًا منى أذو الشيب يلعبُ
ولم يلهنى دارٌ ولا رسم منزلٍ ولم يتطربنى بنانٌ مخضبُ
ولا أنا ممن يزجر الطير هَمَّهُ أصاح غرابٌ أم تعَرَّضَ ثعلبُ
ولكن ألى أهل الفضائل والنُّهى وخير بنى حواء والخير يطلبُ
الى النفر البيض الذين بـِحُبِّهم الى الله فيما نابنى أتقرَّبُ
بنى هاشم رهط النبى فإننى بهم ولهم أرضى مرارًا وأغضبُ
خفضت لهم مني جَناحَ مَوَدَّتي إلى كـَنـَفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا مِجَنـًّا على أني أذم وأقصبُ
وأُرمى وأرمي بالعداوه أهلها وإنى لأُوذى فيهم وأؤنبُ
فما ساءنى قول ذى عداوةٍ بعوراء فيهم يجتدينى فأجدبُ
فقل للذى في ظِلِّ عمياء جَوْنةٍ يرى الجور عدلا أين لا أين تذهبُ
بأى كتاب أم بأية سُنًّةٍ ترى حُبَّهُم عارًا عَليَّ وتـَحْسـَبُ
أأسلم ماتأتى به من عداوةٍ وبُغْض ٍ لهم لا جَيْرَ بل هو أشْجَبُ
فما لي الا آل أحْمَدَ شيعة ٌ وما لي إلا مَشْعَبُ الحق مشعبُ
ومن غيرهم أرضى لنفسيَ شيعة ً ومن بعدهم لا من أُجـِلُّ وأرْحَـبُ
أُريب رجالاً مـِنهُمُ وتـُريبُني خلائقُ مما أحدثوا هُنَّ أرْيَبُ
إليكم ذوي آل النبى تطلعت نوازعُ من قلبى ظِمَاءٌ وألـْبـُبُ
فإني عن الأمر الذي تكرهونه بقولي وفعلي ما استطعت لأُجنبُ
يشيرون بالأيدي إليَّ وقولـُهُمْ ألا خاب هذا والمُشيرون أخيبُ
فطائفة ٌ قد أكفرتني بحبكم وطائفة ٌ قالوا مُسِيءٌ ومُذنِبُ
فما ساءني تكفير هاتيك منهمُ ولا عيب هاتيك التي هي أعيبُ
يعيبونني من خبثهم وضلالهم على حبكم بل يسخرون وأعجبُ
وقالوا ترابيٌّ هواه ورأيه بذلك أُدعى فيهمُ وأُلـَقـَّبُ
فلا زلت فيهمُ حيث يتهمونني ولا زلت في أشياعهم أَتقلَّبُ
وأَحمل أحقاد الأقارب فيكم ويُنصب لي في الأبعدين فأنْصَب ُ
بخاتمكم غصباً تجوز أمورهم فلم أَر غصباً مثله يُتغصَّبُ
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً تأَوَّلها مِنَّا تقيٌّ ومُعرِبُ
بحقكم أمست قريشُ تقودنا وبالفـَذ ِّ منها والرديفين نُرْكـَبُ
إذا اتـَّضَعُونا كارهين لِبَيْعَةٍ أناخوا لأُخرى والأزِمَّة ُ تـُجْذ َبُ
رِدافاً علينا لم يُسِيموا رَعِيَّةً وهمُّهموا أن يَمْتـَرُوها فيَحْلِبوا
لينتتجوها فتنة ً بعد فتنةٍ فيفتصلوا أفلاءها ثم يَرْكبوا
لنا قائدٌ منهم عنيفٌ وسائقٌ يُقـَحِّمنا تلك الجراثيم مُتعِبُ
وقالوا ورثناها أبانا وأُمَّنا وماورَّثـَتـْهم ذاك أمٌّ ولا أبُ
يرون لهم حقاً على الناس واجباً سِفاهاً وحقُّ الهاشميين أوْجَبُ
ولكن مواريث ابن آمنة الذي به دان شرقيٌّ لكم ومَغـْرِبُ
فدىً لكم موروثاً أبي وأبو أبي ونفسي ونفسي بَعْدُ بالنَّاس أطيبُ
بك اجتمعت أنسابنا بعد فـُرْقـَةٍ فنحن بنو الإسلام نُدعى ونُنسبُ
حياتـُكَ كانت مَجْدَنا وسَناءَنا وموتك جدع ٌ للعَرَانِين مُوعِبُ
وأنت أمينُ الله في النَّاس كـُلـِّهـِمْ علينا وفيها اختار شرقٌ ومَغْرِبُ
ونستخلف الأموات غيرك كلهم ونُعْتِبُ لو كنا على الحق نُعْتِبُ
فبُوركت مولوداً وبُوركت ناشئاً وبُوركت عند الشَّيْبِ إذ أنت أشيبُ
وبُورك قبرٌ أنت فيه وبُوركـَت به وله أهلٌ لذلك يثربُ
لقد غيَّبوا بـِرًّا وصدقاً ونائلاً عشية واراك الصفيح المُنصَّبُ
يقولون لم يورث ولولا تراثه لقد شركت فيه بُكيلٌ وأرحبُ
ولا كانت الأنصار فيها أدلَّةً ولاغُيَّباً عنها إذا الناس غُيَّبُ
هم شهدوا بدراً وخيبر بعدها ويوم حنينٍ والدماء تصببُ
فإن هي لم تصلح لقومٍ سواهمُ فإن ذوي القربى أحق وأوجب ُ
فيالك أمراً قد أُشتت أموره ودنيا أرى أسبابها تتقضبُ[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]




اسمه ونسبه :
الكميت بن زيد الأسدي ، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان .
وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري .

ولادته ونشأته :
ولد الكميت في سنة ( 60 هـ ) ، عاش عيشة مرضية ، سعيداً في دنياه ، داعياً إلى سنن الهدى .
فعاش حتى أتيحت له الشهادة بها في الكوفة ، في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) بعد عام واحد من خلافته . ولكن بعدما حفر بشعره ثغرة كبيرة في عرش بني أمية كانت بلا محالة من أسباب سقوط دولتهم.
وكان ذكياً حاضر الجواب منذ صغره ، كاتباً حسن الخط ، خطيب بني أسد ، فقيهاً متضلعاً بالفقه ، فارساً ، شجاعاً ، سخياً ، حافظاً للقرآن .
وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك .
وما فُتح للشيعة الحِجاج إلا بقول الكميت :
فَإِن هِيَ لَم تصلحْ لحيٍّ سِوَاهُمُ فإنَّ ذَوِي القُربى أحقُّ وأوجَبُ
يقولون لَم يُورثْ وَلَوْلا تُراثهُ لَقَد شركت فِيهَا بكيلٌ وأرحَبُ


علمه وفضله : قال محمد الجمحي : الكميت أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء ، بل إن شعره شعر مذهبي ، ذهني عقلي .
فهو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة ، وعن مبدأ واضح ، ومنهج صحيح ، ودعوته هذه قد آمن بها ، وكرَّس لها حياته وجهده ، وتحمل في سبيلها الأذى ومات
بسببها .
وقال أبو الفرج :
شاعر ، مقدَّم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها المتعصبين ، ومن العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها ، كان في أيام بني أمية ، ولم يدرك العباسية ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، مشهوراً بذلك [ الغدير 2 / 286 ] .
وقال الفرزدق له :
أنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي .

ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) : كانت جُلُّ أشعار الكميت في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك في زمن الدولة الأموية التي كانت تغدق الأموال لشراء الألسن والشعراء ، والمديح والثـناء .
ومع ذلك نرى أن الكميت قد لوى وجهه عنهم إلى أناس مضطهدين مقهورين ، ويقاسي من جرَّاء ذلك الخوف والاختفاء ، تتقاذف به المفاوز والحزون .
فليس من الممكن أن يكون ما يتحرَّاه إلا خاصة في من يتولاهم لا توجد عند غيرهم .
فهذا هو شأن الكميت مع أئمة الدين ( عليهم السلام ) .
قال ( صاعد ) مولى الكميت :
دخلنا مع الكميت على فاطمة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ، فقالت : هذا شاعرنا أهل البيت ، وجاءت بقدح فيه سويق ، فحركته بيدها ، وسقت الكميت فشربه ، ثم أمرت له بثلاثين ديناراً ومركب .
فهملت عيناه ، وقال : لا والله لا أقبلها ، إني لم أحبكم للدنيا .

ويعرب عن ذلك كله صريح قوله للإمام الباقر ( عليه السلام ) :
والله ما أحبُّكم لغَرَضِ الدينا ، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوجب الله عليّ من الحق
وكان أئمة الدين ورجالات بني هاشم يلحُّون في أخذ الكميت صلاتهم وقبوله عطاياهم ، مع إكبارهم محلّه من ولائه ، واعتنائهم البالغ بشأنه والاحتفاء والتبجيل له ، والاعتذار منه بمثل قول الامام السجاد ( عليه السلام ) له :
( ثوابك نعجز عنه ، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك ) .
وهو مع ذلك كله كان على قدم وساق من إبائه واستعفائه ، إظهاراً لولائه المحض لآل الله ، فقد رَدَّ على الإمام السجاد ( عليه السلام ) أربعمِائة ألف درهم ، وطلب منه ثيابه التي تلي جسده ( عليه السلام ) ليتبرك بها .
وردَّ على الإمام الباقر ( عليه السلام ) مِائة ألف مَرَّةً ، وخمسين ألفاً أخرى ، وطلب قميصاً من قمصانه ( عليه السلام ) .
ورَدَّ على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ألف دينار وكسوة ، واستدعى منه أن يكرمه بالثوب الذي مسَّ جلده ( عليه السلام ) .
ورَدَّ على عبد الله بن الحسن ضـيعته التي أعطى له كتابها وكانت تساوي أربعة آلاف دينار .
ورَدَّ على عبد الله الجعفري ما جمع له من بني هاشم ما كان يقدَّر بمِائة ألف درهم .
فكل هذه تؤيد بأن مدح الكميت عترة نبيه الطاهرة وولاءه لهم ، وتَهَالُكَهُ في حبِّهم ، وبذله النفس والنفيس دونهم ، ونيله من مناوئيهم ، ونصبه العداء لمخالفيهم ، لم يكن إلا لله تعالى ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فحسب ، وما كان له غرض من حطام الدنيا وزخرفها .
وقد عَرَّض لبني أمية دَمَهُ ، مستقبِلاً صوارمهم .
وقال عبد الله الجعفري لبني هاشم : هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم ، وعَرَّض دمه لبني أمية .

بعض نوادره : 1 - حينما كان الكميت ينشد الشعر وهو صغير ، مر به الفرزدق ، فقال له الفرزدق : أيَسُرُّك أني أبوك ؟ قال : لا ، ولكن يسرُّني أن تكون أمِّي ! فَحَصِرَ الفرزدق فأقبل على جلسائه ، وقال : ما مرَّ بي مثلُ هذا قَطٌّ .
2 - كان الكميت مختفياً عند أبي الوضاح ، فسقط غراب على الحائط ونعب ، فقال الكميت لأبي الوضاح : إني لمأخوذ ، وإن حائطك لساقط .
فقال : سبحان الله ! هذا ما لا يكون إن شاء الله تعالى .
وكان الكميت خبيراً بالزجر – الكهانة – فقال له : لا بدَّ أن تحوِّلني ، فخرج به إلى بني علقمة – وكانوا يتشيعون – فأقام فيهم .
ولم يصبح حتى سقط الحائط الذي سقط عليه الغراب .
شهادته : استشهد الكميت ( رحمه الله ) في الكوفة في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) ، وكان السبب في ذلك أنه ( رحمه الله ) مدح يوسف بن عمر ، بعد عزل خالد القسري عن العراق في قصيدة قال فيها :
خَرجتَ لهم تُمسِي البراحَ وَلَم تَكُن كَمَن حِصنُهُ فيه الرتاجُ المضَّببُ
وَمَا خَالدٌ يَستَطعِمُ المَاءَ فَاغِراً بِعَدلِكَ والدَّاعِي إِلَى المَوتِ يَنعبُ
وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد ، فوضعوا نعال سيوفهم في بطن الكميت
( رحمه الله ) ، فُوْجِؤُوهُ بها ، وقالوا : أتنشد الأمير ولم تستأمره ؟
فلم يزل ينزف الدم حتى مات ( رحمه الله ) .
وروي عن المستهل بن الكميت أنه قال : حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ، ثم أفاق ففتح عينه ثم قال
( رحمه الله ) : ( اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ) ، ثلاثاً .
وروي أيضاً أنه ( رحمه الله ) قال لولده المستهل : إذا متُّ فامضِ بي إلى موضع يقال
( مكران ) ، فادفنِّي فيه .

فدفن الكميت ( رحمه الله ) في ذلك الموضع ، وكان أوَّل من دفن فيه ، وهي مقبرة بني أسد

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 08-04-2009, 07:28 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي دعبل الخزاعى وال البيت

[COLOR="Blue"][بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الفتح أوقف العباس بن عبد المطلب، بديل بن ورقاء بين يدي رسول الله وقال:
يا رسول الله، هذا يوم قد شرّفت فيه قوماً فما بال خالك بديل بن ورقاء؟! وهو قعيد حبّه.
قال النبي أحسر عن حاجبيك يا بديل؟.
فحسر عنهما وحدر لثامه فرأى سواداً بعارضه فقال: كم سنوك يا بديل؟!
فقال: سبع وتسعون يا رسول الله!
فتبسم النبي وقال:
زادك الله جمالاً وسواداً وأمتعك وولدك
♦ أســـرتــه..
بفضل وبركة دعاء النبي الأكرم لجده الأعلى عاش دعبل الخزاعي في بيت علم وفضل وأدب، برز فيه محدثون وشعراء (وفيهم السؤدد والشرف وكل الفضل والفضيلة)( وقد كلل الله عزّ وجلّ هذا البيت بالشرف العظيم حين كرمه بخمسة شهداء.. على رأسهم بطل الإسلام العظيم (عبد الله بن ورقاء) الذي كان هو وأخواه (عبد الرحمن ومحمد) رسل النبي إلى اليمن.. (وكان الثلاثة وأخوهم الرابع (عثمان) من فرسان أمير المؤمنين الشهداء في صفين) وأخوهم الخامس (نافع بن بديل) استشهد على عهد النبي ورثاه ابن رواحه بقوله:
رحم الله نافع بن بديل رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابراً صادق الحديث إذا ما أكثر القوم قال قول السداد
ورثى عدي بن حاتم البطل الشهيد (عبد الله بن بديل) بقوله:
أبعد عمّار وبعد هاشم وابن بديل فارس الملاحم
نرجو البقاء مثل حلم الحالم وقد عضضنا أمس بالأباهم
♦ ولادتــــه.
ولد أبو علي محمد بن علي بن رزين بن ربيعة الخزاعي في الكوفة سنة (148هـ). ولقبته (الداية) بدعبل، لدعابة كانت فيه. فهي أرادت (ذعبلاً) فقلبت الذال دالاً...
♦ تـــربيتــــه..
شبّ في بيت اختص بالشعر فجده (رزين) شاعر كما ذكره ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) (وأبوه (علي) كان من شعراء عصره) وعمه (عبد الله بن رزين) أحد الشعراء، وابن عمه (محمد بن عبد الله) شاعر له ديوان ويلقب بـ (أبي الشيص) وابن هذا (عبد الله بن محمد أبي الشيص) شاعر له ديوان أيضاً وأخواه (علي أبو الحسن ورزين) من الشعراء المشهورين...
وعن هؤلاء جميعاً أخذ دعبل ومنهم استقى وتعلم؛ فتلقف أبجدية الشعر وأصوله، وفهم معانيه وغاص في بحوره، وحفظ الكثير الكثير من الأبيات والقصائد.. إلا أنه لم يشرع في النظم، وعاهد نفسه ألا يفعل ذلك إلا بعد أن ينهل المزيد من منابع الشعر الأصيلة، ويتقن صناعته اتقاناً جيداً.. وهكذا خرج من الكوفة وسافر إلى الحجاز مع أخيه رزين، وإلى الري وخراسان مع أخيه علي.. (كان دعبل يخرج فيغيب سنيناً يدور خلالها الدنيا كلها ويرجع، وقد أفاد وأثرى، وكانت الشراة والصعاليك يلقونه ولا يؤذونه ويواكلونه ويشاربونه ويبرّونه، وكان إذا لقيهم وضع طعامه وشرابه ودعاهم إليه فكانوا يواصلونه ويصلونه، وأنشد دعبل لنفسه في بعض أسفاره يقول:
حللت محلاً يقصر البرق دونه ويعجز عنه الطيف أن يتجشما
وهكذا رافق (مسلم بن الوليد) (وكان شاعراً متصرفاً في فنون القول حسن الأسلوب أستاذ الفن ويقال أنه أول من قال الشعر المعروف بالبديع ووسمه وتبعه فيه أبو تمام وغيره توفي بجرجان سنة 208هـ
رافقه دعبل ليأخذ الأدب عنه ويستقي من فنونه، وعبر دعبل عن تلك الفترة بقوله: ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم فيقول لي: أكتم هذا.. حتى قلت:
أين الشباب؟! وأيّة سلكا؟! لا أين يطلب؟! ضلّ بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
فلما أنشدته هذه القصيدة قال: اذهب الآن فاظهر شعرك كيف شئت ولمن شئت!
ولقد سرّ دعبل لهذه النتيجة وانطلق مارده الشعري من عقاله وراح ينشد أحلى القصائد وأعذبها.. ولأنه تربى على محبة أهل البيت والولاء لهم، فقد كرس شعره من أجل الدفاع عن البيت النبوي الطاهر والتجاهر بأحقيتهم دون مبالاة بالموت الذي كان يترصده.
وله من قصيدة طويلة في رثاء الإمام الحسين قوله:
يا آل أحمد ما لقيتم بعده؟! من عصبة هم في القياس مجوس
كم عبرة فاضت لكم وتقطعت يوم الطفوف على الحسين نـفوس
صبراً موالينا فسوف نديلكم يوماً على آل اللعين عبـوس
ما زلت متّبعاً لكم ولأمركم وعليه نفسي ما حيـيـت أسوس

♦ أسفـــاره وجــرأتـــه..
سافر دعبل الخزاعي إلى بغداد وأقام فيها زمن المأمون.. فاختلط بأدبائها وشعرائها فاكتسب منهم ما أغنى تجربته، فبلغ الذروة في نشاطه الشعري واتقان صناعته؛ فنظم في بغداد أقوى وأشهر قصائده (فتوغل لا يقرّ به قرار ولا يهاب في الهجاء والسباب المقذع فيمن حسبهم أعداء العترة الطاهرة وغاصبي مناصبهم، فكان يتقرب بشعره إلى الله وهو من المقربات إليه سبحانه زلفى، وأن الولاية لا تكون خالصة إلا بالبراءة ممن يضادها ويعاندها كما تبرأ الله ورسوله من المشركين)
وبسبب الجرأة والهجاء كثر أعداء الشاعر ومناوئوه، فتربصوا للوقيعة به وقتله، لكنه لم يبال ورد عليهم بقصائد أشد وأقوى. واشتهر بقوله: (أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها)!! وبسبب بأسه الشديد وقوة حجته تجنب الكثير لسانه ( قيل للوزير محمد بن عبد الملك الزيات: لم لا تجيب دعبلاً عن قصيدته التي هجاك فيها؟! قال: إن دعبلاً جعل خشبته على عنقه يدور بها يطلب من يصلبه بها دون أن يبالي)
وكان الوزير الزيات على حق، فدعبل لم يعرف الخوف ولم يتردد في هجاء الخليفة المأمون قائلاً:
أخذ المشيب من الشباب الأغيد والنائبات من الأنام بمرصد
أيسومني المأمون خطّة جاهل أو ما رأى بالأمس رأس محمد؟!
إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خمـولة واستنقذوك من الحضيض الأوهد
محمد - الوارد اسمه في هذه الأبيات - هو (الأمين بن الرشيد) الذي قتله (طاهر الخزاعي) وبذلك ولي المأمون الخلافة..
وهجا إبراهيم بن المهدي بقوله:
يا معشر الأجياد لا تقنطوا وارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينيّة يلتذّها الأمرد والأشمط
والمعديّات لقوّادكم لا تدخل الكيس ولا تربط
وهكذا يرزق قوّاده خليفة مصحفه البربط
فدخل إبراهيم على المأمون فشكى إليه حاله وقال: يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك عليّ وألهمك الرأفة والعفو عني، والنسب واحد، وقد هجاني دعبل فانتقم لي منه.. وأنشده الأبيات السابقة، فقال المأمون: لك أسوة بي فقد هجاني بما هو أقبح من ذلك واحتملته.
وقال دعبل بحق الفضل بن مروان موبخاً وساخراً:
نصحت فأخلصت النصيحة للفضل وقلت فسيّرت المقالة في الفضل
ألا إن في الفضل بن سهل لعبرة إذ اعتبر الفضل بن مروان بالفضل
وللفضل في الفضل بن يحيى مواعظ إذا فكر الفضل بن مروان في الفضل
فأبق حميداً من حديث تفز به ولا تدع الإحسان والأخذ بالـفـضل
فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير وقال له: قد قبلت نصحك فأكفني خيرك وشرك..
♦ نبــوغــــه..
لم يكتف دعبل الخزاعي بنبوغه في الشعر الذي صار يُستشهد به في إثبات معاني الألفاظ ومواد اللغة ويهتف به في مجتمعات الشيعة في آناء الليل وأطراف النهار، ويردده الأعداء قبل الأصدقاء؛ فقد نبغ في الأدب والتاريخ وألف فيهما، كما اشتهر بروايته للحديث وبسيرته مع الخلفاء والوزراء.. وانتشر خبر كتابه (الواحدة) في مناقب العرب ومثالبها انتشاراً عجيباً وانهمك النساخ لسنوات طويلة في نسخه وبيعه للراغبين في اقتنائه وهم كثر.. ونجح كتابه القيّم (طبقات الشعراء) نجاحاً كبيراً واعتبر المرجع الكبير ومن الأصول المعوّل عليها في الأدب والتراجم ونقل عنه جميع المؤلفين الذين جاءوا بعده.. لما تضمنه من معلومات نادرة وموثقة عن شعراء البصرة - وشعراء الحجاز - وشعراء بغداد وأخبارهم...
وديوان دعبل الخزاعي خير شاهد على نبوغه ومقدرته الفذة على سبك القصائد المتينة وحسن اختياره للمواضيع.
نطق القرآن بفضل آل محمد وولاية لعليّه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي بعد النبي الصادق المتودد
إذ جاءه المسكين حال صلاته فامتد طوعاً بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتماً هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصّه الرحمن في تنزيله من حاز مثل فخاره فليعدد
إن الإله وليّكم ورسوله والمؤمنين فمن يشأ فليجـحد
يكن الإله خصيمه فيها غدا والله ليس بمـخلف في الموعد

قالها في مدح الإمام علي يذكر تصدّقه بخاتمه في الصلاة ونزول الآية الكريمة) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعو)
وله قصيدة أخرى في مدح الإمام علي منها:
سقياً لبيعة أحمد ووصيه أعني الإمام وليّنا المحسودا
أعنـي الذي نصر النبي محمداً قبل البريّة ناشئاً ووليدا
أعني الذي كشف الكروب ولم يكن في الحرب عند لقائه رعديدا
أعنـي الموحد قبل كل موحد لا عابداً وثناً ولا جلمودا

♦ ولاؤه للعـــترة الطـــاهـــرة..
عرف عن دعبل الخزاعي شدة ولائه لآل البيت والجهر بحبهم لذا أنشد بحقهم أجمل القصائد العربية وأحسنها على الإطلاق ولم تزل الألسن ترددها على مر السنين..
سقياً ورعياً لأيام الصبابات أيام أرفل في أثواب لذّاتي
أيام غصني رطيب من ليانته أصبوا إلى خير جارات وكنّات
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه وأقذف برجلك عن متـن الجهالات
وأقصد بكل مديح أنت قائله نحو الهداة بني بيت الكرامات[/COLOR
]
وهذه الأبيات أنشدها (عبد الله بن طاهر) عن دعبل على المأمون بناءاً على طلبه، وعلق عليها بعد سماعها: إن دعبل قد وجد والله مقالاً ونال ببعيد ذكرهم ما لا يناله في وصف غيرهم!
♦ القصـــيدة المدرســـة..
اعتبرت قصيدة دعبل الخزاعي (مدارس آيات) إحدى قمم البلاغة العربية و(أحسن الشعر وفاخر المدايح المقولة في أهل النبى، وامتازت بقوة التعبير وروعة الأداء، عدد أبياتها (121) بيتاً..
و(قصيدة دعبل التائية في أهل البيت من أحسن الشعر وأسنى المدايح
قال دعبل: في سنة (198هـ) دخلت على سيدي الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا بخراسان، فقلت له: يا بن رسول الله، إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك وأحب أن تسمعها مني.
فقال لي هاتها.... فأنشدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومهبط وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر وحمزة والسجاد ذي الثفنـات
ديار عفاها جور كل منابذ ولم تعف بالأيام والسنوات
ديار لعبد الله والفضل صنوه سليل رسول الله ذي الدعوات
منازل كانت للصلاة وللتقى وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمـين يحلها من الله بالتسليم والزكوات
ولما بلغت قولي:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات

بكى أبو الحسن وقال لي: صدقت يا خزاعي(12)، فواصلت إنشادي.. حتى انتهيت إلى قولي:
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم أكفّاً عن الأوتار منقبضات
فبكى الإمام الرضا حتى أغمي عليه.. فأومأ إليّ خادم كان على رأسه:
- أن أسكت.. فسكتّ!!.
فمكث ساعة ثم قال لي:
- أعد.. فأعدت القصيدة ثانية. حتى انتهيت إلى هذا البيت أيضاً فأصابه مثل الذي أصابه في المرة الأولى(13).
وأومأ الخادم إليّ مجدداً: أن أسكت.. فسكت!!
فمكث الإمام الرضا ساعة أخرى ثم قال لي: أعد..

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 08-04-2009, 07:29 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي مع دعبل الخزاعى فى حب ال البيت

فأعدت القصيدة.. فجعل يقلب كفيه ويقول:
- أجل والله (منقبضات). فتابعت إنشادي:
وآل رسول الله نحف جسومهم وآل زياد أغلظ القصرات
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة وآل رسول الله في الفلوات

وحين ذكرت الحجة القائم عجل الله فرجه بقولي:
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع نفسي إثرهم حسراتي
خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله بالبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل ويجزي عن النعماء والنقمات
فيا نفسي طيبي ثم يا نفسي فاصبري فغير بعيد كل ما هو آت
وضع الرضا يده على رأسه وتواضع قائماً ودعى له بالفرج.

ثم رفع رأسه إليّ وقال: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام؟! أو متى يقوم؟ فقلت: لا يا سيدي؟ إلا أني سمعت عن آبائي بخروج إمام منكم، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
فقال إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً وظلما، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت، لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة!
وتابعت الإنشاد.. ولما بلغت إلي قولي:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا آمنك الله يوم الفزع الأكبر..
ولما انتهيت إلى قولي:
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا أفلا ألحق بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟.
فقلت: بلى يا بن رسول الله... فقال:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً يفرّج عنّا الهمّ والكربات
فقلت: يا بن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟!
فقال قبري ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له.

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 08-04-2009, 07:45 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي دعبل الخزاعى والإمام الرضا

عن دعبل الخزاعي أنه قال: جاءني خبر موت الرضا وأنا مقيم بـقم) فقلت القصيدة الرائية
التي طلب المأمون الاستماع إليها، ومنها:
[COLOR="Red"]أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي كحالمٍ قصّ رؤيا بعد مدّكر
وفي مواليك للحرَّين مشغلة من أن تبيت لمشغول على أثر
كم ذراع لهم بالطفّ بائنة وعارض بصعيد الترب منعفر
أمسى الحسين ومسراهم لمقتله وهم يقولون: هذا سيد البشر
يا أمة السوء ما جازيت أحمد في حسن البلاء على التنزيل والسور
خلفتموه على الأبناء حين مضى خلافة الذئب في إنفاد ذي بقر
لم يبق حيّ من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر
قتلاً وأسراً وتخويفاً ومنهبةً فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
قال: فضرب المأمون عمامته الأرض وقال: صدقت والله يا دعبل.
[/COLOR

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #7  
قديم 08-04-2009, 07:47 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي دعبل الخزاعى و قصيدته الشهيرة فى ال البيت

بسم الله الرحمن الرحيم
دعبل الخزاعي شاعر ال البيت عليهم السلام وصاحب كلمة الحق بوجه ظالمي اهل البيت سافر الى طوس ليلقى امامه وحبيب قلوب المؤمنين ويدخل على الامام ويستأذنه ليقراء ابيات من الشعر:-
*************************[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://aladdarssah.com/mwaextraedit2/backgrounds/78.gif');border:8px double sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تجاوبن بالارنان والــــزفـرات.....نوائح عجم اللفـظ والنطــــقات
يخبرن بالانفـاس عن ســر انفس..... اسارى هوى مـاض وآخـــر آت
فاسعدن او اسعفـن حتى تقـوضت..... صفوف الدجى بالفجـر منــهزمات
على العرصات الخاليـات من المهى..... سلام شج صب علـى العــرصات
فعهدي بها خضـر المعاهد مــألفاً ..... من العطرات البيـض والخـضرات
ليالي يعدين الوصـال على القــلى..... ويعدي تدانينا علـى الغربــــات
واذ هن يلحظن العيـون ســوافرا ..... ويسترن بالايدي علـى الوجنــات
واذ كل يوم لي بلحظـي نشـــوة .....يبيت لها قلبي علـى نشــــوات
فكم حسرات هاجهـا بمــــحسر.....وقوفي يوم الجمـع مـن عرفــات
ألم تر للايام ما جـر جــــورها..... على الناس من نقـص وطول شتات
ومن دول المستهتزئين ( المستهترين..... ومن غدا ، بهم طالباً للنور في الظلمات
فكيف ومن أنى يطــــالب زلفة..... الى الله بــعد الصـوم والـصلوات
سوى حب ابناء النبي ورهـــطه.....وبغض بنـي الزرقـاء والعــبلات
وهند وما ادت سمية وابنهــــا..... اولوا الكفر في الاســلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضــه.....ومحكـــمه بالزور والشـــبهات
ولم تك الا محنة كــــــشفتهم.....بدعوى ضلال مــن هــن وهنات
تراث بلا قربى وملـك بلا هــدى..... وحكم بلا شورى بغـــير هــداة
رزايا ارتنا خضرة الافق حــمرة.....وردت اجاجا طــعم كل فـــرات
وما سهلت تلك المذاهـــب فيهم.....على الناس الا بـــيعة الفـــلتات
ولو قلدوا الموصى اليه زمـــامها.....لزمت بمأمون عــلى العثـــرات
أخي خاتم الرسل المصفى من القذى....ومفترس الابطــال في الغــمرات
فان جحدوا كان الغدير شهيـــده ..... وبدر واحد شامــخ الهـــضبات
وآي من القرآن تتلى بفــــضله..... وايثاره بالقوت فـــي اللزبـــات
وغر خلال ادركته بسبـــــقها.....مناقب كانت فــيه مؤتــــنفات
مناقب لم تدرك بكيد ولم تـــنل.....بشيء سوى حد القــنا الذربــات
نجي لجبريل الامين وانـــــتم .....عكوف على العزى مــعاً ومــناة
بكيت لرسم الدار من عرفـــات..... وأذريت دمع الــعين بالعـــبرات
وفك عرى صبري وهاجت صبابتي.....رسوم ديار قد عــفت وعـــرات
مدارس آيات خـلــت مـن تلاوة.....ومنزل وحي مـقفر العـــرصات
لآل رسول الله بالخيف من منــى.....وبالبيت والتعريــف والجمــرات
ديار لعبدالله بــالخيف مـن منى.....وللسيد الداعــي الى الصـــلوات
ديار علي والحسين وجعـــــفر.....وحمزة والسـجاد ذي الثفــــنات
ديار لعبد الله والفــــضل صنوه..... نجي رسول الله فـي الخــــلوات
وسبطي رسول الله وابني وصــيه..... ووارث عــلم الله والحــــسنات
منازل وحي الله ينزل بيـــــنها .....على أحمد المذكور فـي الســورات
منازل قوم يهتـدى بهـــــداهم .....فــــتؤمن منهم زلــة العـثرات [/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #8  
قديم 08-04-2009, 07:49 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي الخزاعى يواسى الزهراء فاطمة عن كربلاء وفخ ومصارع ال البيت

[FONT="Arial Black[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://aladdarssah.com/mwaextraedit2/backgrounds/17.gif');border:5px ridge red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]"]منازل كانت للصلاة وللــــتقى.....وللــصوم والتطــهير والحـسنات
منازل لا فعل يحل بريـــــعها.....ولا ابن فـعال هاتـــك الحرمـات
ديار عفاها جور كل منـــــابذ.....ولم تــعف للايـــام والسـنوات
فيا وارثي علم النبي وآلــــــه.....عليكم ســلام دائـــم النفــحات
لقد آمنت نفسي بكم في حـــياتها.....واني لا رجو الامن بعد ممــــاتي
قفا نسأل الدار التي خـــف اهلها.....متى عهدها بالـصوم والصـــلوات
واين الاولى شطت بهم غربة النوى..... أفانين في الافاق ( الاقطار ) مفترقات
هم أهل ميراث النبي اذا اعــتزوا .....وهم خير ســادات وخــير حمـاة
اذا لم ننــاج الله فــي صلـواتنا.....باسـمائهم لـم يقــبل الــصلوات
مطاعيم في الاقتـــار ( الاعسار .....في كل مشهد لقد شرفوا بالفضل والبركات
ومـا الناس الا غاصـب ومكــذب .....ومضطـغـن ذو احنــة وتـرات
اذا ذكــروا قتلـى ببدر وخــيبر.....ويــوم حنيــن اسبلوا العـبرات
فكيف يحبــون النبـي ورهطــه..... وهم تركــوا احشاءهــم وغرات
لقد لا ينوه في المقــال واضمـروا.....قلوباً على الاحقــاد منطويــات
فان لم تكـن الا بقربــي محــمد..... فقــد حــل فيه الامن بالبركات
نبي الهدى صلــى عليـه مــليكه..........وبلغ عنــا روحــه التــحفات
وصلـى عليــه الله مـا ذر شارق.....ولاحت نجوم الليــل مبتــدرات
* * *
أفاطم لو خلت الحســين مجـدلا.....وقد مات عطشانـا بشـط فـرات
اذاً للطمت الخـد فاطم عـــنده.....واجريت دمـع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنـة الخير واندبي..... نجوم سمـاوات بـــارض فلاة
قبور بكوفـان واخرى بطـــيبة.....واخرى بفـخ نالها صـــلواتي
واخرى بأرض الجوزجـان محلها.....وقبر ببا خمري لدى الغـربــات
وقبر ببغداد لنفـس زكـــــية.....تضمنها الرحمـن في الغرفــات
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN] ************

فقال الرضا عليه السلام : افلا الحق لك بيتين بهذا الموضع بهما تمام قصيدتك فقال بلى يا ابن رسول الله ، فقال الرضا عليه السلام ـ :
وقبر بطوس يا لهـا من مصيبـة الحت على الاحشــاء بالزفرات
الى الحشر حتــى يبعث الله قائما يفرج عنا الغــم والكربـــات
فقال دعبل : هذا القبر الذي بطوس قبر من ؟ قال الرضا عليه السلام هو قبري .
وتمتم بحزن:
ـ أجل والله منقبضات ! فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غدٍ
تقطّع نفسي إثرهم حسرات خـروج إمـام لا محالة خـارج
يقوم على اسم الله والبركات
وهتف الامام :
ـ يا خزاعي لقد نطق روح القدس على لسانك .
لما سمع الامام لك قام قائمآ على قدمية وطأطأ رأسة منحنيا بة الى الأرض بعد ان وضع كفة اليمنى على هامتة وقال : اللهم عجل فرجة وسهل مخرجة وانصرنا بة نصرآ عزيزآ [/FONT
]

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #9  
قديم 09-04-2009, 12:22 AM
الجموني
زائر
 
افتراضي

اتيت بما عرفت فانسب وارفع وزد
شعر جميل وله معاني

 

 

رد مع اقتباس
 

  #10  
قديم 09-04-2009, 06:30 AM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمى الحبيب الجمونى .شكرت لك مجددا مشاركتك ولنجعل هذا الباب موسوعة لدواوين الشعر المتعلقة بالأدارسة وال البيت عموما خاصة من كبار فحول الشعراء العرب وغيرهم لكى يكون موسوعة لشعر ال البيت.
شاكرا لك مرة اخرى حسن اهتمامك.
واليك المزيد.

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir