تحفة تهدى لمن يهوى عليا *** من رقى شأوا مـن المجـد عليـا
وتحيي كل حي صـادق *** قلبـه مغـرى بمـن حـل الغريـا
وتنـادي كـل نـاد حافـل *** بلسـان ينشـر المسـك ذكـيـا
لم يكن من مسك دارين وقـد *** مـلأ الداريـن عرفـا معنويـا
ضمخوا أسماعكم من نشره *** وارشفوا كأسا من النظـم رويـا
يا إماما سبق الخلق إلى *** طاعـة المختـار مـذ كـان صبيـا
باذلا للنفس فيمـا يرتضـي *** سيـد الرسـل صباحـا وعشيـا
فرقـى فـي مكـة أكتافـه *** فغـدت أصنامـه منـه جثـيـا
كاد أن يلمـس أفـلاك السمـا *** ويلاقـى كفـه كـف الثريـا
وفـداه ليلـة همـت بـه *** فتيـة تابعـت الشـيـخ الـغـوي
بات في مضجعه حين سرى *** يا بروحي ساريـا كـان سريـا
خاب ما راموا وهب المرتضى *** ونجى المختار يطوي البيد طيا
والأمانـات إلـى أربابهـا *** عنـه أداهـا ووافــاه بـريـا
كان سهما نافذا حيث مضى *** وعلى الأعـداء سيفـا مشرفيـا
من ببدر فلق الهام وقد *** هام فـي الشقـوة مـن كـان شقيـا
وبأحد حين شبـت نارهـا *** فتيـة كانـت بهـا أولـى صليـا
وابن ود ومن ترى قد تره *** وهو ليث كان في الحـرب جريـا
وانشر الأخبار عن خيبر يـا *** حبـذا فتـح بهـا كـان بهيـا
وأبو السبطين يشكو جفنـه *** وبريـق المصطفـى عـاد بريـا
وقضايا فتكه لو رمتها *** رمت مـا يعجزنـي مـا دمـت حيـا
من سواه كان صنو المصطفى *** أو سواه بعـده كـان وصيـا
وكهـارون غـدا فـي شأنـه *** منـه إلا أنـه ليـس نبـيـا
وغداة الطير من شاركـه *** فيـه إذ جـاء لـه الطيـر شويـا
وعليه الشمس ردت فغـدا *** أفقهـا مـن بعـد إظـلام المديـا
وبخم قـام فيهـم خاطبـا *** تحـت أشجـار بهـا كـان تفيـا
قائلا من كنت مولاه فقـد *** صـار مـولاه كمـا كنـت عليـا
ونفاق بغضـه صـح كمـا *** حبـه عنـوان مـن كـان تقيـا
باب علـم المصطفـى إن تأتـه *** فهنيئـا لـك بالعلـم مريـا
كم قضايا حار صحب المصطفى *** عندها أبدى لها حكما جليـا
ويـدور الحـق معـه حيثمـا *** دار فاعلمـه حديثـا نبـويـا
واختصـاص الله بالزهـرا لـه *** لسـواه مثلـه لـم يتهـيـأ
وبـه باهـل طـه إذ أتـى *** وفـد نجـران إذا كنـت غبيـا
وإذا سماه طـه نفسـه *** يـا لـه مجـدا بـه خـص سميـا
وبسبطيه وبالزهرا كما *** ذكرهم فـي الذكـر قـد جـاء جليـا
ومضى نحو جوار المصطفى *** حبـذا دار وجـار قـد تهيـأ
ومضى الأشقى إلى قعـر لظـى *** يتصلاهـا غـدوا وعشيـا
ولواء الحمد مـن يحملـه *** غيـره أكـرم بـه فخـرا عليـا
كل من رام يداني شأوه *** في العلـى فاعـدده رومـا أشعبيـا
كتمت أعداؤه من فضله *** ما هو الشمـس فمـا يغنـون شيـا
زعموا أن يطفئوا أنواره *** وهـو نـور الله مـا انفـك مضيـا
كل ما للصحـب مـن مكرمـة *** فلـه السبـق تـراه الأوليـا
جمعـت فيـه وفيهـم فرقـت *** فلهـذا فوقهـم صـار عليـا
نال مـا قـد نـال كـل منهـم *** والـذي سابقـه عـاد بطيـا
وكفـاه كونـه للمصطفـى *** ثانيـا فـي كـل ذكـر وصفيـا
صلـوات الله تتـرى لهمـا *** وعلـى الآل صباحـا وعشـيـا