حاله
كان جهوياً ساذجاً، خشن البزة، غير مرهف التجند، ينظم الشعر، ويذكر كثيراً من مسائل الفروع، ومعانات الفرائض، يجعجع بها في مجالس الدروس، تشقى به المدرسون، على وتيرة من صحة السجية وحسن العهد، وقلة التصنع. وجرى ذكره في الكليل: كريم الانتماء، مستظل بأغصان الشجرة الشماء، من رجل، سليم الضمير، ذي باطن أصفى من الماء النمير، له في الشعر طبع بشهد بعروبية أصوله، ومضاء نصوله.
فمن ذلك قوله يخاطب السلطان أمير المسلمين، وقد أمر له بكسوة:
منحت منحت النضر والعز والرضا
ولا زلت بالإحسان له مقـرضـاً
ولا زلت للعليا جنـي مـكـارمـاً
وللإمر الملك العزيز مـقـيضـا
ولا زالت الأملاك باسمك تتـقـي
وجيشك وفراً يملأ الأرض والفضا
ولا زلت ميمون النقـيبة ظـافـراً
مهيباً ووهاباً وسيفك مـنـتـضـا
تقر به الدين الحـنـيف وأهـلـه
تقمع جباراً وتهلك مـبـغـضـا
وصلت شريف البيت من آل هاشم
وخولته أسنى مراد ومقـتـضـا
وجدت بإعطاء اللجـين وكـسـوة
ستكسي ثوباً من النـور أبـيضـا
وما زالت الأنصار تفعل هـكـذا
نال علي في الزمان الذي مضـا
هم نصروا الهادي وآووا وجدلـوا
بحد ذباب السيف من كان معرضا
فخذ ذا أبا الحجاج من خير مـادح
لخير مليك في البرية مرتـضـا
فقد كان قبل اليوم غاض قريضـه
فلما رأى الإحسان منك تفـيضـا
ومن حكم القول اللهى متح اللهـى
ومن مدح الأملاك يرجو التعرضا
فلا زال يهديك الشريف قـاصـدا
ينال بها منك المـودة والـرضـا