بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن العم العزيز راكان أهلا وسهلا بك في ديوانك بين إخوتك وذويك ونتمنى أن تجد ما يسرك في هذا الديوان،
أخي العزيز/قصة المولى إدريس بن عبد الله الكامل ما هي إلا فصل من فصول قصة آل البيت النبوي عامة عبر تاريخهم الطويل المليء بالمحن و الإبتلاءات سواء كانوا في المغرب أوالمشرق رحم الله سلفهم وبارك في خلفهم.
أما بالنسبة لسؤالك :فإن أنساب الأشراف الأدارسة ظلت على مر العصور محفوظة أصولها على المستوى الرسمي(الحكام)وعلى المستوى الخاص بفضل النقباء الكثيرين من مختلف القبائل الإدريسية خاصة وقبائل الأشراف عامة بالمغرب العربي وذلك عبر ابتكار وسائل عديدة منها:
1-الظهائر الملوكية والدواوين التي كان يصدرها سلاطين وملوك وحكام الدول في أنحاء المغرب العربي فقد كانوا يخطبون ودهم .
2-شهادات النسب التي كان ولازال يصدرها نقباء الأشراف ويقوم بالتصديق عليها القضاة والحكام.
3-المؤلفات بمختلف أنواعها:من كتب -و مشجرات - ومنظومات في النسب والتاريخ والتراجم والرحلات ........إلخ.
4-عقود الأنكحة:حيث كانوا يذكرون سلسلة نسب الشريف أوالشريفة إن كان أحدهما طرفا في العقد.
5-عقود البيع والشراء:حيث كانوا يذكرون سلسلة نسب الشريف أوالشريفة إن كان أحدهما طرفا في العقد.
وبمقارنة بسيطة بين المشرق والمغرب الإسلاميين (بخصوص موضوع خدمة النسب الشريف )نجد أن نسب السادة آل البيت في المغرب حظي بما لم يحظ به من عناية وخدمة على كافة الصعد في المشرق فلو ألقيت نظرة على فهارس المكتبات الخاصة والعامة في البلدان المغاربية لوجدت ما يثلج صدرك من مخطوطات ومطبوعات،
وما كان يحدث من ضياع أونسيان إن صح التعبير لنسب بعض الأسر سببه هجرة أجدادهم لغرض (الحج أو التجارة أوطلب العلم ......إلخ)وابتعادهم عن مواطنهم الأصلية وانقطاع أخبارهم وتغير ألقابهم وخاصة (إبان فترة الإستعمارحيث تقطعت أوصال الوطن العربي بوضع الحدود بين مختلف بلدانه)إلا أن المطلع على المصادر المغاربية يجد متابعة من قبل المؤلفين للأفراد الذين هاجروا وذكر ما توفر من خبر هم وخبربنيهم،
وما ذكر عن ضياع نسبهم في كتب التاريخ ليس دقيقا إنمالمقصود به ضياع ملكهم على يد موسى بن أبي العافية قاتله الله ،
فالمجازر التي ارتكبها بحقهم اضطرتهم إلى خلع ما يميزهم من أزياء وألقاب وأسماء تدل على هويتهم آنذاك إضافة إلى هجر مواطنهم واندماجهم في مجتمعات البربر الذين احتضنوهم وافتدوهم بأرواحهم كما احتضنوا جدهم المولى إدريس بن عبد الله الكامل (أنظر قصة ابني حمود الذين حكما الأندلس بعد نكبة الأدارسة)،
ومن الحيل التي احتالوها على سبيل المثال اتخاذ أسماء عربية لا يعرفها إلا الخواص واتخاذ ألقاب بربية مرادفة لها تعرفها العامة لكن كما قلت ظلت أنسابهم محفوظة ومعروفة.
وما هذا الديوان إلا محاولة جادة للتعريف بالشرفاء الأدارسة وبنسبهم وما تيسر من تاريخهم وهوملتقى لهم ولبني عمومتهم في كافة أنحاء المعمورة يلتقون فيه ويتعارفون ويتبادلوا الأخبار والخبرات والمعارف،
جزى الله القائمين عليه عموما خير الجزاء وجعله في موازين حسناتهم ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه،وأرجو أن يكون في ما ذكر جوابا لسؤالك ،
أخي العزيز نسعد بتواجدك معنا وننتظر مشاركاتك القيمة بكل شغف ،وتقبل مودتي واحترامي.