يقول سبحانه وتعالى: (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم/ 11.
فالآية تضرب مثلاً للذين آمنوا سواء كانوا رجالاً أم نساء،بامرأة.. مما يؤكد بأن المرأة الصالحة القوية تمثل دور القدوة للرجال والنساء معاً، وهذا من أكبر الشواهد على احترام الاسلام للمرأة وتكريمه لها بالمستوى الذي يدعو الرجال المؤمنين إلى أن يقتدوا بها في اختيار الارادة وتجسيد الإيمان الرافض لكل متع الحياة واغراءاتها.
و في القرآن شواهد كثيرة على أن المرأة انسان موجود يحمل أمانة السماء كباقي المخلوقات..
بل ان القرآن الكريم قد خصص سورة كاملة للحديث عن النساء وسميت بسورة (النساء) المذكورة آنفاً لاشتمالها على كثير من المفاهيم والأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء و عالج الكثير من أخطاء العصور الغابرة والحضارات القديمة في كل أمة من الأمم. فالعصور القديمة كانت قائمة على تركيز الفوارق بين الرجل والمرأة بشكل غير واقعي. فقد كان الحديث يدور لدى بعض الفلاسفة حول ما إذا كانت المرأة ذات روح أم لا، وكان عقلها موضع شك، وكانت انسانيتها موضع إهمال. فلم ينظر اليها من موقع التكامل الذاتي الذي يجمع الروح والعقل في الاطار الانساني. بل كل ما هناك انهم نظروا اليها كأنثى وكأداة للمتعة فحسب، ولهذا كان وجود المرأة يوحي بالعار كما حدثنا القرآن الكريم عن ذلك في قوله تعالى: (وإذا بُشِّر أحدكم بالأنثى ظلّ وجهه مُسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسُّهُ في التراب ألا ساء ما يحكمون) النحل/ 58 و59.
اذا فان أي حديث عن انتقاص لحق للمرأة في الاسلام هو مجرد مغالطات وجدل سياسي لا غير ..وكل الشواهد التاريخية تؤكد على احترام الاسلام للمرأة وحتى الفوارق التي أقرها انما ـأتي في سياق الاعتراف بالفوارق الفسيولوجية الموجودة أصلا ... بارك الله فيك و هذا مجال يجب أن يجد حظه من النقاش بشكل ايجابي ليس من باب الدفاع وانما من باب التقصي والبحث لابراز جوانب التميز في نظرة الاسلام للمرأة ..