بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الشجرة السليمانية بتلمسان وفروعها الزكية
لقد سبق أن عرفنا أن أول من دخل المغرب هو المولى إدريس الأكبر بن
إمام المدينة المنورة على دفينها أفضل الصلاة والسلام وبعده مولانا سليمان على
أحد الأقوال ونزل تلمسان.
وصحح هذا القول الحلبي وأبو الربيع العلمي اقتداء بما نقله النوفلي وابن
خلدون وابن ابي زرع مؤلف كتاب القرطاس.
وقيل إن المولى سليمان قتل في معركة فخ وأن أول داخل للمغرب قبل المولى
إدريس الأكبر ونزل بتلمسان هو المولى محمد بن سليمان دفين جبل وهران
وهذا الرأي عند جمهور المتقدمين وقيل إنه بويع بتلمسان وعقبه بعين الحوت
وبعدة مدن جزائرية وبتونس والمغرب.
ومن المعلوم أن المولى محمدا بن سليمان بن عبدالله الكامل خلف عشرة
ذكور ستة منهم لم يعقبوا مطلقاً وهم: الحسن والحسين وناصر ويوسف
وعلي وعبدالرحمن والأربعة الباقون وهم: عبدالله وأحمد والحسن الثاني
وإدريس هم أصول الفروع السليمانية.
فالثلاثة الأولون فهم أهل عين الحوت ومنها تفرعوا ورابعهم إدريس
استوطن جراوة وقد خلف تسعة أبناء وهم إبراهيم وعيسى والحسن
ويحيى وعلي والحناش ومحمد العابد ويعقوب وحمزة.
إبراهيم نزل بتونس وعيسى نزل بآشكول والحسن بتاهرت من بلاد
ازواوة ويحيى بتوات وعلي بوادي شلف والخناش بنزارة ومحمد العابد قرب
مستغانم ويعقوب بمازونة وحمزة ببيدر قرب تلمسان.
وقد تشعبوا إلى تسع فرق:
الفرقة الأولى : أولاد طاع الله بن علي بن قاسم بن محمد بن أحمد بن
محمد بن سليمان ابن عبدالله الكامل سكنوا بيدر قرب تلمسان.
الفرقة الثانية : أولاد عبدالحق وهم بتوات وبعضهم بوادي شلف.
الفرقة الثالثة : أولاد إبراهيم وهم مشهورون بتونس الشقيقة.
الفرقة الرابعة : أولاد عيسى بن إدريس بن محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل
وقد سكنوا آشكول.
الفرقة الخامسة : أولاد فطوش بن حناش بن الحسن بن العيش بن عيسى بن
إدريس بن محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل سكنوا تاهرت.
الفرقة السادسة : أولاد عبدالرحمن بن علي بن مخلوف بن عبدالرحمن بن
أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم بن عيسى بن إدريس بن
محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل سكنوا بتاهرت من سجلماسة.
الفرقة السابعة : أولاد محمد العابد بن علي بن موسى بن سعيد بن أحمد بن
أحمد بن محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل سكنوا شقران مستغانم
ومنهم فرقة بتونس وفرقة بتادلا تعرف بأولاد سيدي عمر الشريف أصلها من
ازواوة وفرقة في الأخماس من جبال الزبيب ببني خجو وفرقة بقبيلة اغمارة يعرف
أفرادها بأولاد عبدالمؤمن وقد عاد بعضهم إلى تلمسان وجميعهم من عقب
سيدي عمر الشريف بن أحمد بن محمد العابد بن إدريس بن محمد بن
سليمان بن عبدالله الكامل.
الفرقة الثامنة : أولاد طاهر بن علي بن يمل بن يزجير بن قاسم بن محمد بن
أحمد بن محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل.
الشعبة الأخيرة : شعبة بني يفرن بمصر وبتونس وهم من بني إبراهيم المذكور
ضمن الفرقة الثلاثة أعلاه ومنهم أولاد يوسف بن عيسى بن علي بن مسعود بن
أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن عيسى بن إدريس بن محمد بن سليمان بن
عبدالله الكامل يوجدون بمستغانم ومنهم أولاد سيدي يوسف بمستغانم أيضا
ببلدة مجاهر بن زغبة وسيدي يوسف هذا صاحب المزارة المشهورة بداخل
قبة سيدي عبدالله الخطابي بقرية المطمر.
ومن فروع المولى سليمان أولاد عبدالحي بتوات وبعضهم بوادي شلف
وهناك من نسّب الشرفاء المنجريين إلى المولى سليمان بن عبدالله الكامل
وكذلك الشرفاء أولاد سيدي يعقوب الشريف دفين جبل مغراوة بمازونة.
وعلى كل حال فنسبة العائلتين صحيحة لا خلاف فيها والمؤكد أن المنجريين
من سلالة الملوك السعديين وهم في الحقيقة من ذرية عبدالله بن إدريس الأزهر
باني فاس واليعقوبيون سبق الحديث عنهم ضمن أبناء المولى إدريس الأزهر
رضي الله عنهم أجمعين.
المصدر:
كتاب مصابيح البشرية في أبناء خير البرية
للشريف أحمد الشباني الإدريسي يرحمه الله