[align=justify]بسم الله عليه توكلت وبه أستعين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد نبي الهدى وعلى آله وصحبه.
لقد طلب مني التعريف بأحد أجدادي رحمهم الله ، للنفاذ بجلدي من سجن ديوان الأشراف الأدارسة ، وهذ أول مفتاح في هذا السبيل ، فإليكم هذه المداخلة المتواضعة:
التعريف بجدي الشريف القاضي سيدي محمد بن علي الطالب :
هو سيدي محمد بن علي الطالب الملقب في الناحية ب{لحجاجي} المستقر بقبيلة هوارة بنواحي جرسيف من ذرية القطب اللامع والولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش ، ينتسب إلى فرع أولاد الطالب ولقبهم القديم أولاد الحاج العلميين، الذين هم فرع من فروع بني عبد الوهاب عبر جدهم سيدي إبراهيم بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن محمد بن القطب مولاي عبد السلام بن سليمان المكنى مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن احمد المكنى مزوار بن علي الملقب حيدره بن محمد بن المولى إدريس الأزهر بن المولى إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان خروج هذا الفرع أي أولاد الحاج (أولاد الطالب من بعد ذّلك)من بلاد أجدادهم وهجرتهم زمن المولى إسماعيل وقائده على البلاد الفحصية والجبلية عمر بن حدوا ، كما ورد في كتاب الفهرس في عمود نسب الشرفاء الأدارسة نقلا عن دواوين ووثائق السادة النقباء .
كان سيدي محمد من ضمن الشرفاء الذين شملهم الإحصاء المنجز في شأن الشرفاء العلميين من طرف النسابة سيدي محمد بن محمد الصادق بن ريسون اليونسي العلمي في مخطوطه {فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر من الأمير } وقد كتبه بأمر من المولى محمد بن عبد الله بتاريخ عام 1191 هجرية في سبيل تقييد الشرفاء العلميين وتتبع فروعهم ومساكنهم إذ يقول في فصل ذكر أولاد سيدي إبراهيم بن عيسى بن عبد الوهاب {...وداران بهوارة الحجر بالكركور منها وهما للسيد محمد بن علي الطالب والسيد العربي بن محمد بضم الحاء الطالب ...}.
لقد عاش سيدي محمد بداية التغلغل الاستعماري الفرنسي في شمال إفريقيا ، وانتهاكه لحرمة بلاد الإسلام عبر تدخله في أرض الجزائر الشقيقة ، ومن ثم تسخير كافة مكره لبسط سيطرته على جيران هذا البلد وخاصة بلاد المملكة المغربية . وعليه ،فلم يكن الشريف بمعزل عن هموم وقته بل كانت له اليد الطولى في الدعوة إلى الجهاد واستنهاض الهمم وشحذ النفوس لمقاومة الغازي المحتل ، إذ لم يغب عن ذهنه ولا عن باقي أذهان كل مسلم أبي أن هذه القوة الدخيلة وما دامت قد استباحت أرضا من أرض الإسلام فان الدور آت لا محالة على الجيران وهو الأمر الذي لن تكذبه توالي الأيام .
ففي رسالة بعث بها الفقيه الجيلالي بن بوزيان الودغيري من مدينة فاس إلى مدينة فجيج بتاريخ أول رجب 1269 هجرية يذكر فيها :{ ...أن الحاج الصوف قدم إلى فاس على سبة(من أجل) مولاي عبد الرحمان نصره الله وانه جاء يشتكي له على سبة(من طرف) الشريف سيدي محمد بن اعلي الطالب الجهاد في سبيل الله في العدو ومن أجل سيد الشيخ بن الطيب( مفجر أول ثورة لأولاد سيدي الشيخ) ومن محمد بن العرب..... }. صفحة 192 من كتاب واحة فكيك تاريخ وأعلام لمؤلفه بنعلي محمد بوزيان .
وتبرز هذه الوثيقة الصلة التي ربطت بين شريف علمي وذرية سيدنا أبي بكر الصديق(أولاد سيدي الشيخ) ممثلة في زعيمها آنذاك سيدي الشيخ بن الطيب ، وحوز قصب السبق في محاربة الاستعمار الغاشم والذوذ عن ملة الاسلام.
ولقد اختتم هذه المسيرة الكفاحية أحد أحفاده وهو جدي سيدي العربي الذي ذاق مرارة سجون الاستعمار وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بهذه الربوع العزيزة ، وكانت نتائجه كارثية على التراث المخطوط لهذه العائلة.
لقد عمر سيدي محمد بن علي الطالب - المدفون مع الشرفاء العلويين أولاد سيدي محمد بن الحسين بسيدي عبد الله الصباغي ببلاد مرادة من قبيلة هوارة نواحي جرسيف – طويلا فهو من مواليد أواسط القرن الثامن عشر وامتد به العمر حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، جعلته مهنة القضاء يتنقل عبر ربوع المغرب الشرقي ، وكان لهذا الفرع من الشرفاء العلميين زاوية تنشر العلم وتدعو إلى مقاومة المستعمر ، تخرج منها العديد من الفقهاء .
هذه باختصار نبذة عن جدي سيدي محمد بن علي الطالب ، وسأعطي مستقبلا نبذة مختصرة عن الأسر الشريفة بتاوريرت وإن كان الشريف الزروالي قد قدم جلها في كتابه شذرات من الشرف المنيف.[/align]