السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات حول عائلة شارية (شرية)
يقارب عدد أفراد عائلة شارية (شرية) الموجودين حاليا بمدينة تطوان المائة نفر بين ذكور و إناث كبيرهم في السن و صغيرهم . ينتمون كلهم إلى القعدود سيدي امحمد شارية الذي رجع إلى تطوان هو و أخوه سيدي عبد الرحمن بعد انتهاء احتلالها من طرف الأسبان سنة 1278 هـ . اما باقي أفراد هذه العائلة فلم يعودوا و استوطنوا الرباط و فاس و بني سعيد . و كانوا يعرفون بتطوان قبل نهاية القرن الحادي عشر الهجري ب : شرية التطاوني حسب ما هو موثق في الوثائق العدلية القديمة. و قد وجد هذا الاسم (شرية) مند عهد الجاهلية و كان اسما شخصيا قبل أن يصبح علما. وينتمون للشرف حيث ينحدرون من سيدي حمزة ابن إدريس الثاني باني فاس و كانوا ينتمون إلى عائلة كنون المنحدرين من هذا الجد الجامع حسب ما هو مثبت في الشجرة القديمة التي يملكونها. و قد هاجر سيدي محمد بن سليمان كنون فاس في نهاية القرن التاسع أو بداية القرن العاشر نظرا للظروف القاسية التي كانت تحوم حول فاس و باديتها في تلك الفترة من أوبئة و جفاف و مجاعة و حروب وطنية و محلية . سكنت عائلة شارية قبيلة بني سعيد بعد أن غيرت اسمها لمدة تقارب القرن من الزمن و منها إلى مدينة تطوان عند آخر هجرة الأندلسيين إليها سنة 1018هـ حيث شرع في بناء روض الأندلس بحومة العيون . و تم استقرارهم الأخير بتطوان و سكنوا في بداية الأمر حومة العيون و انتقلوا بعد ذلك إلى حومة البلد و الروض الأسفل و زنقة المقدم. و شارك أفرادها في بناء المنازل و توزيع المياه العذبة في جميع أرجاء المدينة لما لهم من خبرة و دراية في هدا الميدان حملوها معهم من فاس و توارثوها.
كان جميع أفراد عائلة شارية قبل هذا القرن حرفيين ماهرين يشهد لهم بذلك أهل تطوان و تاريخها, يسترزقون قوتهم و قوت عيالهم من عملهم اليدوي . فمنهم من احترف البناء أتقنه, و النجارة و برع فيها و الخرازة و داع صيته فيها فاعتبروا بذلك من ذوي الرأي و المعرفة و الخبرة … حتى أن قضاة تطاون كانوا يلجأون إليهم لإبداء رأيهم في أمور متعددة كقيم الأشياء و أداء الخبرة إلى غير ذلك. هذا يعني انهم كانوا كسائر التطاونيين في العصور السالفة , يحفظون القران الكريم و يتعلمون مبادئ القراءة و الكتابة .
اما في وقتنا الحالي فقد دخل أكثرهم المدارس الابتدائية المغربية أو الأجنبية . منهم من تابع دراسته الثانوية و الجامعية و منهم من توقف في إحدى المراحل التعليمية لينخرط في سلك حرف آبائه و أجداده .