المعمر العارف بالله شيخنا سيدي محمدالمداني بن زيان الجزائري
شيخ الطريقة اليشروطية بوادالجمعة ولاية غليزان
الحمدلله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار ونصلي ونسلم على سيدنا محمدالنبي الأمي الزكي الطاهر وعلى اله الطيبين وصحابته المجاهدين الكرام وسلم تسليما
الموضوع... وفاة العارف بالله الولي الصالح والنور الواضح والمسك الفائح بقية السلف وعمدة الخلف المجاهد الشيخ المربي المعمر الزاهد العابد سيدي محمدالمداني الجزائري شيخ الطريقة اليشروطية بوادالجمعة ولاية غليزان الجزائر المحروسة
ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون ..الخ الاية
بقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء الله وقدره وعيون دامعة باكية خرجت تلك الروح الطاهرة واستسلمت إلى بارئها صبيحة يوم الجمعة من عيدالأضحى المبارك حيث انتقل إلى رحمة الله ورضوانه شيخ الطريق ومعدن التحقيق العارف بالله الشيخ المعمرالمجاهد العابد الزاهد العلامة الجليل سيدي محمدالمداني بن زيان شيخ الطريقة اليشروطية المدنية وهو ابن الشيخ سيدي النابلسي ابن الشيخ سيدي عبدالباقي بن زيان الهبري ثم اليشروطي الذي تتلمذ على يدي الشيخ القطب الشريف الحسني الإدريسي سيدي محمدالهبري الكبير المتوفى عام 1899م وحج معه برفقة صديقه الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن يلس التلمساني ثم الدمشقي وكان والد الشيخ سيدي محمدالمداني سيدي محمدالنابسي قد ولد بعكا من أرض فلسطين المحتلة وسلك والده سيدي عبدالباقي الطريقة اليشروطية بالشام على الشيخ العارف بالله سيدي علي اليشروطي كما جاء في كتاب السلسلة الذهبية بتعريف رجال الطريقة الهبرية الدرقاوية للشيخ سيدي مصطفى العشعاشي رحمه الله تعالى ودفن جده الشيخ العارف بالله سيدي عبدالباقي بن زيان الدرقاوي الجزائري بزاويته اليشروطية بمدينة وهران المحروسة بالغرب الجزائري المعروفة والمقيدة لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ولد سيدي عبدالباقي بوادالجمعة دوار أولاد سيدي الطاهر بالزاوية
فهو الشيخ سيدي محمد عبد الباقي بن أحمد بن محمد الطاهر بن محمد بن أحمد بن الطاهر بن زيان الشعاعي الدرقاوي ولد بعد عام 1850بمدينة وهران غرب الجزائر.
هاجر إلى المشرق العربي رفقة شيخه الهبري ، إلي البقاع المقدسة ومنها إلى الشام وفلسطين ، حيث التقى في نابلس بشيخ الطريقة اليشروطية الشيخ علي اليشروطي الذي أخذ عنه ، وفيها أنجبت زوجته السيدة عائشة بوبكر ابنه البكر "محمد " الملقب ( النابلسي ) وكان والدها فقيها وكانت تلقب بلالة الشامية .وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، عاد إلى الجزائر ومباشرة عرضت عليه الإدارة الاستعمارية الفرنسية الإقامة الجبرية في زاويته المركزية بمدينة وهران باب الحمري سيدي الهواري .وبعد سنتين من ذلك سمح له بإطلاق سراحه .وفيها أسس عدة زوايا منها : زواية سيدي الهواري .زواية ديات المرسلي .زواية حي الصنوبر الذي يوجد بها ضريحه .زواية الحمري وزواية الصديقية . وزاوية بوصفر كريسشتل وزاوية سيدي الشحمي وزاوية بأرزيو القيطنة
وقد بنى عدة زوايا بمختلف المناطق منها مدينة سيدي علي التى بنى بها زوايته المشهورة سنة 1936 والتى كان يؤم المصلين بنفسه بها ونشر بها الطريقة الدرقاوية واليشروطية.وتعلم على يده العديد من العلماء والمتصوفة بالجزائر . توفى الشيخ سيدي عبدالباقي بمدينة وهران
وهو القائل :
قد طلعت شمس الذي أهواه رأيتها ليلي والنهار
فمنعتني أن أرى سواه وجدت بري عين البحار وصرj فاقدا لما عداه
توفي الشيخ الشريف العارف بالله الكوكب الذري سيدي محمدالمداني ابن الشيخ سيدي محمد النابلسي ابن الشيخ سيدي محمد عبدالباقي بن زيان في بيته بوادالجمعة ولاية غليزان مقرزاويته اليشروطية حاليا توفي على الساعة الرابعة صباحا تقريبا من يوم الجمعة 10ذي الحجة 1430ه الموافق ل27نوفمبر2009م من عيدالأضحى المبارك ولما دخل عليه نجله سيدي محمدالنابلسي قال لي وجدته ميتا وأصبعه السبابة اليمنى مرفوعة إلى السماء وانتشر نبأ وفاة الشيخ المداني عبر الجرائدالجزائرية والإذاعة المحلية لولاية غليزان ووهران وهرع الناس بعد صلاة العيد إلى بيت الشيخ معزين باكين أتوا للتعزية من كل حدب وصوب ثم نقل جثمانه الشريف إلى مقر زاويته اليشروطية خارج المدينة بثلاث كيلومترات تقريبا حيث الزاوية اليشروطية الأصيلة للشيخ ومدفن والده الشيخ محمدالنابسلي فيها وذهبت للتعزية هناك ودخلنا أفواجا وجماعات مزدحمين ازدحاما شديدا على جثمان الشيخ لإلقاء النظرة الأخيرة عليه حيث أكرمني الله تعالى بالنظر إلى وجهه المحمدي النوراني حيا وميتا فرأيت النور يسطع من وجهه الشريف وقبلته بين عينيه وهكذا تظهر كرامة الشيخ بعد موته وفي جنازته للمشهد المهيب وخرجنا لتعزية أولادالشيخ البررة منهم نجله الأكبر العالم الجليل الشيخ سيدي عبدالرحمان مدير الشؤون الدينية والأوقاف سابقا بولاية وهران ومستغانم وفي صبيحة يوم السبت هرع الناس ومشايخ الزوايا والطرق الصوفية وأحباب الشيخ ومريديه وحضر من الزوايا الصوفية للتعزية أبناء عمتي للزاوية الرحمانية مكي صالح الشريف الحسيني اليحياوي من زاوية الشيخ سيدي بلمكي الشريف الحسيني كما حضر للتعزية أيضا الشيخ العارف بالله سيدي الحاج امحمد شايب الذراع الحسيني شيخ زاوية شايب الذراع الرحمانية وزاوية أولاد الشيخ عبداللطيف بلقايد وأولاد الشيخ سيدي بلحول الطريقة القادرية والشيخ المهدي حديدالله شيخ زاوية سيدي عدة بن محي الدين الشاذلية وغيرهم من أتباع الطرق الصوفية وتكلم العلماء الحاضرون كلمات تأبينية ذرفت منها العيون وأحزنت القلوب ألقى الكلمة الترحيبية بالسادة العلماء نجله الشيخ العلامة سيدي عبدالرحمان بن زيان تكلم فيها عن جهاد والده وصبره ضدالمستعمر الفرنسي ودخوله السجن ونشره تعاليم الطريقة اليشروطية وذكر محاسنه وعبادته لربه عزوجل ثم تكلم من بعده الكلمة التأبينية الطويلة الدكتور الشيخ بوعبدالله غلام الله الشريف الحسني شيخ الطريقة البوعبدلية العدوية الشاذلية بتيارت ووزير الأوقاف والشؤون الدينية بالجزائر ألقى كلمة تأبينية طويلة تحدث فيه عن جهاد الشيخ المداني ودخوله السجن من طرف الإستعمار الفرنسي حيث زج به في السجن لمدة ثلاث سنوات كاملة في الأصنم الشلف حاليا وكان ينشط انذاك بوهران وكان معه في السجن السيد يوسف بن سايح و بعد التعذيب الذي ناله من الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي حكم عليه بالسجن المؤبد ثم أطلق سراحه وبعد خروجه من السجن أطلق سراحه و انتقل بعدها إلى مقر زاويته متعبدا زاهدا بعيدا عن الناس ينشر طريقته إلى مريديه ومحبيه حتى هاجمه جماعة من الإرهاب الغاشم التكفريين هاجموه في بيته في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر واقتحموا بيته الطاهر وأخرجوه من زاويته حافي الرجلين رغم تقدمه في السن واذووه إذاية شديدة طمس الله على بصيرتهم وهذه هي فعلتهم مع أولياء الله تعالى وقد جاء في الحديث من أذى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم نقل مكتبته العامرة بالمخطوطات والكتب إلى زاويته ومقر سكناه بمدينة وادالجمعة داخل البلدة ونشر فيها الطريقة اليشروطية وبقي متعبدا في بيته منقطعا عن الناس لايخرج إليهم معتكفا في بيته لمدة أكثر من ثلاثين عاما رضي الله عنه هكذا كان حاله وبعدكلمة الوزير تلتها كلمة الشيخ العلامة سيدي الجيلالي العطافي ثم المستغانمي الإمام الخطيب ومفتي الديار المستغانمية وتكلم أيضا من بعد الكلمة التأبينية الأخيرة العلامة النحوي شيخنا الجليل الإمام الخطيب سيدي قدور الرياحي المستغانمي الذي تخرج ودرس عى شيخه سيدي بن عبدالله شايب الذراع الفقه المالكي متن سيدي خليل بزاويته الرحمانية بالرحوية حيث كان لكلمته التأبينية وقع كبير في نفوس المشيعين ومريدي الشيخ حيث أبكى كل من حضر وكنت من بينهم وجالسا بجانبهم وكانت صلاة الجنازة على الشيخ على الساعة الحادي عشسر صباحا من يوم السبت 11ذي الحجة الحرام 1430م اليوم الثاني من أيام التشريق وقد حضر جنازته خلق عظيم يعدون بالالاف لايحصى عددههم وامتلاأت الزاوية بالمشيعين من كل جانب داخل الزاوية وخارجها واكتظت بالحافلات والسيارات من كل ولايات الوطن وحضر وفد من الدولة مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف وغيرهم من الشخصيات الوطنية وإطارات الشؤون الدينية والأوقاف وقد تقدم للصلاة عليه معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور الشيخ بوعبدالله غلام الله البوعبدلي المشيشي الإدريسي الحسني شيخ الزاوية البوعبدلية العدوية الشاذلية بتيارت يؤم الالاف من المصلين وبعد صلاة الجنازة على الشيخ وقراة الفاتحة جماعة حملت الجنازة على الأكتاف واشتدالزحام على النعش يتركون به وكثر البكاء وخاصة مريدييه ودفن الشيخ خارج زاويته بمقبرة الزاوية كما أوصى الشيخ بذلك وهكذا ودعنا عالما جليلا وصوفيا عارفا بالله تعالى وماأعظم ذلك اليوم الذي انتقل فيه الشيخ فقد مر العيد بنا بحزن عميق على فراق هذالشيخ العظيم الجليل وقدحضرت جنازته وكنت قريبا من الجنازة تماما وتكلمت بنفسي كلمة تعزية من داخل الزاوية عبر الإذاعة المحلية لولاية غليزان وبثت مباشرة عبر القناة لأني كنت اعرف الشيخ جيدا وأزوره في بيته مرارا وألقيت بعدها قصيدة مرثية فيها أربعون بيتا ذكرت فيه مناقب الشيخ وسيرته كما كان لغيري من العلماء كلمة التعزية كل يعبر عن رأيه بحب الشيخ ونشر محاسنه وكراماته
وفي سنة 1966م جاء سيل كبير من المطر فأتت على خزانته العلمية من مخطوطات داهمتها المياه الكثيرة فذهبت في مهب الريح
وفاته وانتقاله إلى جواربه الأعلى ...يالها من ميتتة حميدة حيث مات الشيخ الجليل ليلا من وقفة الحجيج بعرفات الطاهر وخرجت روحه قبيل صلاة الفجر في يوم الجمعة من يوم العيدالأضحى المبارك وفي شهر ذي الحجة الحرام توفي الشيخ المجاهد العارف بالله سيدي محمد المداني بن زيان شيخ الطريقة اليشروطية الشاذلية عن عمر ناهز 88 عاما قضاها في عبادة الله والنسك وتسليك المريدين وتوجيهمم إلى الله تعالى وجهاد في سبيل الله عزوجل حيث ابتلي البلاء الحسن وقت الاستعمار الفرنسي في سبيل تحرير الجزائر الحبيبة بلد المليون والنصف مليون شهيد
قال سيدنا علي كرم الله وجهه العلماء باقون مابقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هذه العبارات من قلب صميم بحب الشيخ ولئن مات الشيخ فلنا عزاء بأولاده العلماء البررة ولئن مات الشيخ فأعماله وماثره لم تمت وقد سار بها الركبان أرباب الأحوال ولئن مات الشيخ فهو حي بين الناس يذكرونه بالفضل والإحسان والثناء عليه بكب جميل يوصف وفضيلة تحمد نشره
قدمات قوم وماماتت مكارمهم...وعاش قوم وهم في الناس أموات
وقال اخر
ومادام ذكر العبد بالفضل باقيا ...فذلك حي وهو في الترب هالك
ذكر ابن عبدالبرحديثا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ...
لايزال عالم يموت وأثر للحق يدرس حتى يكثر أهل الجهل وقد ذهب أهل العلم فيعملون بالجهل ويدينون بغير الحق ويضلون عن سواء السبيل
وفي الأخير لايسعنا أن نقول ...
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإن على فراقك ياشيخنا لمحزونون ولانقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحم شيخنا رحمة عامة وأسكنه فسيح فراديس جناتك مع نبينا محمد والنبين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا والحمدلله رب العالمين
نسبه :
هو الشيخ عبد الباقي بن أحمد بن محمد الطاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن الطاهر بن زيان الحاج بن يوسف بن زيان ين الشيخ محمد العربي المكنى بابن شعاعة (1) الشريف الحسني الادريسي .. كما أورده الشيخ سعيد العقباني التلمساني في إحدى تآليفه .
* ـ ولادته :
ولد الشيخ عبد الباقي يوم الحد 11 جمادى الأولى عام 1274هـ الموافق لـ 1857م ، وهو ما تثبته لنا بعض الوثائق التاريخية الهامة التي نقلت بخط المؤلف بقوله : " قد وجدت بخط عمي الشيخ مصطفى بن الطاهر بن زيان الشعاعي في شأن تاريخ زيادتي ما نصه : الحمد لله وحده ازداد لأخينا الشيخ أحمد مولود وسميناه عبد الباقي على الشيخ عبد الباقي المصري الشارح - شارح مختصر خليل - في شهر الله المعظم جمادى الأولى في يوم الأحد لانقضاء إحدى عشر يوما من سنة 1274هـ ، انتهى حرفا بحرف وكتب عبد الباقي أحمد .
* ـ تكوينه وسنده العلمي :
تعلم الشيخ عبد الباقي بن زيان الشعاعي مبادئ القراءة والكتابة على ثلة من الشيوخ الأجلاء المعروفين بالباع الطويل في العلوم العقلية والنقلية ، فحفظ القرآن الكريم ثمّ تلقى علوم الشريعة من فقه وتفسير وعلوم اللغة على يد علماء جزائريين بارزين وآخرين من الدول الشقيقة كفلسطين مثلا .
* ـ شيوخه :
لقد نهل الشيخ عبد الباقي صور العلم والمعرفة على بعض العلماء والشيوخ ذوي الزاد المعرفي الكبير ، والأسلوب الحضاري الذي اتسم به هؤلاء العلماء والشيوخ ، محولة منهم في تعليمه لتلامذيهم ومريديهم حتى يتسنىّ للخلف حمل راية علم السلف ومن ثمّ تبليغه للأمةّ المحمدية جمعاء .
• الشيخ عبد القادر بن عدة البوعبدلي .
• الشيخ سيدي الحاج محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العزاوي .
• الشيخ علي نور الدين اليشروطي ، مكث الشيخ عنده إلى أن حصل له الاذن في الطريقة الشاذلية اليشروطية .
• الشيخ المولود بن الحسين الشعيبي من صبيح
* ـ رحلته في طلب العلم :
بعد أخذ الشيخ لمبادئ القراءة والكتابة على يد علماء منطقته ، كان لازاما عليه أن ينمي معارفه على يد علماء خارج منطقته أولا ثمّ خارج وطنه الأم ثانيا ، وكان الأمر كذلك فأخذ علوم الشريعة والحقيقة علي يد الشيخ عبد الرحمن العزاوي السالف الذكر بزاويته بجبل تاغيت ، ليسافر إلى مدينة أخرى وهي مدينة تنس ويأخذ العلم الشرعي على يد الشيخ المولود بن الحسين الشعيبي .. وفي حدود سنة 1305هـ الموافق لـ 1888م يحج الشيخ عبد الباقي مع شيخه سيدي محمدالهبري التي كانت هاته الحجة الثالثة بالنسبة لشيخه الهبري وهناك حصل للشيخ عبد الباقي الاذن المحمدي من طرف شيخه عبد الرحمن العزاوي الشهير بالهبري السالف الذكر .
بعدها يسافر الشيخ إلى فلسطين ليأخذ من علم شيخه الشيخ علي نور الدين اليشروطي ، ويحصل له الاذن في الطريقة الشاذلية اليشروطية .
وفي حدود 1910م فرّ الشيخ من وطنه الجزائر بسبب فرض فرنسا الاستعماري لقانون التجنيد الاجباري ،في الحرب العالمية الأولى المندلعة 1914م إلى سنة 1918م وقررّ الهجرة إلى بلد إسلامي فاختار بلاد الشام وراح يتنقل ما بين بلاد الشام وفلسطين .. واستقر المقام به بمدينة نابلس وهناك وضعت زوجته مولودا سمته النابلسي في 14 جمادى الأولى 1313هـ .
* ـ عودته إلى الوطن :
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918م عاد الشيخ عبد الباقي مريضا وعلى الرغم من ذلك حكمت عليه السلطات الاستعمارية بالنفي ووضع تحت الاقامة الجبرية بزاويته باب الحمر سيدي الهواري بوهران ، ويتم له الخروج إلا بوجود ترخيص من الادارة الفرنسية بغليزان ، وبعد مكوثه مدة سنتين بمنفاه طلب من الحكومة الفرنسية السماح له بالانتقال إلى مدينة وهران وهناك كثرت زواياه وكثر مريدوه .
* ـ الشيخ عبد الباقي والسلطات الاستعمارية :
لقد ناضل الشيخ عبد الباقي على قضيته الوطنية فراح يحرّض شعبه على تلك الانتهاكات التي كان يقوم بها الاستعمار الفرنسي بالجزائر ، ويوعيه ويجمع مريديه حوله حتى يقفوا في وجه السلطات الاستعمارية ومطالبتها باستقلال الجزائر ومحاولة شعبها تقرير مصيره بنفسه .
ونظرا لمواقفه الواضحة والصلبة اتجاه الاستعمار الفرنسي ، أصبح الشيخ عبد الباقي متابع قضائيا من طرف البوليس الفرنسي متابعة دقيقة تراقب كل تحركاته ، وكانوا يكتبون ذلك ويسجلونه في تقاريرهم اليومية ، ممّا زج به في السجن بعين تموشنت في بوخنفس زهانة وسيدي بلعباس مدة 5 سنوات قضاها في سجون الاحتلال الفرنسي وكان سبب دخوله للسجن أن الاستعمار الفرنسي أجبر الشعب الجزائري ببيع أراضييهم لفرنسا فأفتى الشيخ عبدالباقي لشعب الجزائر بحرمة بيع أراضييهم لفرنسا الغاشمة فألقي عليه القبض ودخل السجن لمدة ثلالة أشهر ثم اطلق سراحه
أمازاوية سيدي عبدالباقي الأصلية فهي بعين علي بلدة وادالجمعة وكانت لخ خلوة هناك يتعبد فيها لوحده
* ـ مؤلفاته .. خلّف الشيخ كما وافرا من المخطوطات النفيسة والكتب القيمة منها :
• كتاب الجواهر وهو كتاب يتناول مباحث فقهية وعقائدية .
• ديوان شعري به قصائد صوفية .
* ـ تلاميذه :
كوّن الشيخ عبد الباقي جيلا لا يستهان به طلبة العلم والأئمة والأساتذة الذين استلهما من الشيخ روح الوطنية والجهاد والذبّ عن حمى الاسلام من جهة ، وكيفية توظيف العلم الشرعي والحقيقي في حياة الفرد والمجتمع .. وحتّى ينشرون ويبعثون القيم والمثل العليا التي استمدوها من فكر الشيخ وضحى من أجلها .. من هؤلاء التلاميذ نذكر :
• الحبيب بن عبد المالك .
• قدار محمد شارف .
• الشيخ بن شهرة .
• الحبيب شرفاوي
وغيرهم كثير لا يتسع المقام لذكرهم .
* ـ وفاته :
توفي الشيخ عبد الباقي يوم 15 سنة 1927م/1345هـ بعد مسيرة حافلة بالعطاء المعرفي ، ترك في انفوس مريديه عمقا وبعدا انسانيا وحضاريا يعجز الواحد منا اليوم عن التحلي بمثله .. فجزا الله عنّا شيخنا كل الجزاء وأسكنه الله فسيح جنانه آمين يارب العالمين .
وقد تولى أمر الزاوية من بعده ابنه الشيخ النابلسي فكان يدرس بها إلى أن وافته المنية سنة 1375هـ/ 1956م .. ليتولى شؤونها فيما بعد الشيخ المداني رحمه الله ثم من بعده ابنه الشيخ سيدي عبد الرحمن بن زيان مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية مستغانم ، فسدد الله خطاه وجعله خير خلف لخير سلف
الشيخ / عبدالباقي بن زيان الشعاعي .
.
* ـ خزائن المخطوطات بالغرب الجزائري : فهرسة خزانة .
* ـ التعريف بالشيخ / عبدالباقي بن زيان الشعاعي (1857- 1927م/1274- 1348هـ) :
• لقد صدق القائل "يفنى الرجال وتبقى مآثرهم عبر مرّ العصور والأزمنة"، لابد لنا أن نستلهم نحن الباحثون والدارسون والمؤرخون من تجارب أسلافنا وتوظيفها أحسن توظيف، ومحاولة تنقيحها وتحقيقها وإضافة ما يمكن إضافته من معارف وخبرات تتناسب ومتطلبات عصرنا اليوم وأقصد بذلك تراثهم العربي الاسلامي، من خزائن مخطوطات ومكتبات التي تحوي مما لاشكّ في طياتها كنوزا وأسرارا قد لا تعدّ ولا تحصى، فيا يلهف نفسي على ضياعها وإهمالها، وتركها فريسة سهلة المنال في يد المستشرقين غير المنصفين يعبثون بها كيفما شاؤوا، ولربّما وظفّوها لأغراضهم.
• ومن بين هذه الخزائن خزانة الشيخ / عبدالباقي بن زيان الشعاعي بوادي الجمعة التابعة لولاية غليزان وقد حاولنا أن نشير إليها ونلفت انتباه الباحثين إليها كسابقاتها - خزانة الشيخ / البشير محمودي بالبرج - وهذا حتىّ يتسنىّ للباحثين التعرّف أكثر على تراث أجدادهم والعناية به ولما إخراجه من دائرة النسيان.
* ـ نسبه :
• هو الشيخ / عبدالباقي بن أحمد بن محمد الطاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن الطاهر بن زيان الحاج بن يوسف بن زيان بن الشيخ محمد العربي المكنى بابن شعاعة (1) الشريف الحسني الادريسي، كما أورده الشيخ / سعيد العقباني التلمساني في إحدى تآليفه.
* ـ ولادته :
• ولد الشيخ / عبدالباقي يوم الأحد 11 جمادى الأولى عام 1274هـ الموافق لـ 1857م،وكان عمره 35 عاما في سنة1890م أي ولد سنة 1855م على الصحيح وهو ما تثبته لنا بعض الوثائق التاريخية الهامة التي نقلت بخط المؤلف بقوله : (قد وجدت بخط عمي الشيخ / مصطفى بن الطاهر بن زيان الشعاعي عمه الذي رباه وجد في شأن تاريخ زيادتي ما نصه : الحمد لله وحده ازداد لأخينا الشيخ / أحمد مولود وسميناه عبدالباقي على الشيخ / عبدالباقي المصري الشارح - شارح مختصر خليل - في شهر الله المعظم جمادى الأولى في يوم الأحد لانقضاء إحدى عشر يوماً من سنة 1274هـ، انتهى حرفاً بحرف وكتب عبدالباقي أحمد.
* ـ تكوينه وسنده العلمي :
• تعلم الشيخ / عبدالباقي بن زيان الشعاعي مبادئ القراءة والكتابة على ثلة من الشيوخ الأجلاء المعروفين بالباع الطويل في العلوم العقلية والنقلية، فحفظ القرآن الكريم ثمّ تلقى علوم الشريعة من فقه وتفسير وعلوم اللغة على يد علماء جزائريين بارزين وآخرين من الدول الشقيقة كفلسطين مثلاً.
* ـ شيوخه :
• لقد نهل الشيخ عبد الباقي صور العلم والمعرفة على بعض العلماء والشيوخ ذوي الزاد المعرفي الكبير، والأسلوب الحضاري الذي اتسم به هؤلاء العلماء والشيوخ، محولة منهم في تعليمه لتلامذيهم ومريديهم حتى يتسنىّ للخلف حمل راية علم السلف ومن ثمّ تبليغه للأمةّ المحمدية جمعاء.
• الشيخ / عبدالقادر بن عدة البوعبدلي.
• الشيخ / سيدي الحاج محمد بن أحمد بن عبدالرحمن العزاوي.
• الشيخ / علي نور الدين اليشروطي، مكث الشيخ عنده إلى أن حصل له الاذن في الطريقة الشاذلية اليشروطية.
• الشيخ / المولود بن الحسين الشعيبي.
* ـ رحلته في طلب العلم :
• بعد أخذ الشيخ لمبادئ القراءة والكتابة على يد علماء منطقته، كان لازاما عليه أن ينمي معارفه على يد علماء خارج منطقته أولاً ثمّ خارج وطنه الأم ثانياً، وكان الأمر كذلك فأخذ علوم الشريعة والحقيقة علي يد الشيخ / عبدالرحمن العزاوي السالف الذكر بزاويته بجبل تاغيت، ليسافر إلى مدينة أخرى وهي مدينة تنس ويأخذ العلم الشرعي على يد الشيخ / المولود بن الحسين الشعيبي، وفي حدود سنة 1305هـ الموافق لـ 1888م يحج الشيخ / عبدالباقي حجته الثالثة وهناك حصل للشيخ / عبدالباقي الاذن المحمدي من طرف شيخه / عبدالرحمن العزاوي الشهير بالهبري السالف الذكر.
• بعدها يسافر الشيخ إلى فلسطين ليأخذ من علم شيخه الشيخ / علي نور الدين اليشروطي، ويحصل له الاذن في الطريقة الشاذلية اليشروطية.
• وفي حدود 1910م فرّ الشيخ من وطنه بسبب فرض فرنسا الاستعماري لقانون التجنيد الاجباري، وقررّ الهجرة إلى بلد إسلامي فاختار بلاد الشام وراح يتنقل ما بين بلاد الشام وفلسطين، واستقر المقام به بمدينة نابلس وهناك وضعت زوجته مولودا سمته النابلسي في 14 جمادى الأولى 1313هـ.
* ـ عودته إلى الوطن :
• بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918م عاد الشيخ / عبدالباقي من الشام مريضا وعلى الرغم من ذلك حكمت عليه السلطات الاستعمارية بالنفي في دائرة مستغانم وبعد أن بقي سنتين في منفاه طلب من الحكومة الفرنسية السماح له بالانتقال إلى وهران وهناك كثرت زواياه وكثر مريدوه.فشيد زوايا كثيرة تابعة له وأقبا عليه الفقراء ينهلون من ورده ويسلكون الطريقة اليشروطية عى يديه حتى وفاته بوهران 1245ه الموافقل 1927م حيث خلف تسعة أولاد وتولى كبيرهم الشيخ محمد الشاذلي الزاوية إلى أن توفاه الله عزوجل سنة 1348ه الموافقل 1930م فتولى أمر الزاوية أخوه الشيخ سيدي محمدالنابلسي إلى أن توفي سنة 1375ه الموافق ل 1956م ودفن بزاويته الكائنة خارج بلدة وادالجمعة فتولى من بعده أمر الزاوية ومشيختها نجله الشيخ سيدي محمدالمداني بن زيان رحمه الله جميعا