تنتسب قبيلة الشيخ ماءالعينين إلى العلامة المجاهد الشيخ ماءالعينين بن محمد فاضل بن مامين القلقمي الإدريسي الحسني، و إسم الشيخ ماءالعينين هو سيدي المصطفى ولذ سنة 1827 للميلاد بالحوض الغربي من بلاد شنقيط ( موريتانيا حاليا) و توفي بتيزنيت ( جنوب المغرب) سنة 1910 للميلاد.
عرف الشيخ ماءالعينين بجهاده ضد الفرنسيين و مقارعته لهم و تأليبه القبائل ضدهم كما عرف بغزارة إنتاجاته العلمية و الفقهية.
نسبه
ماءالعينين بن محمد فاضل بن محمد الأمين"مامين"بن طالب الأخيار بن الطالب محمد بن الجيه المختاربن الحبيب بن علي بن سيدي محمد بن سيدي يحيى بن علي بن محمد شمس الدين بن يحيى الكبير الملقب " قلقم" بن سيدي محمد بن سيدي عثمان بن أبي بكر بن سيدي يحيى بن عبد الرحمان بن أران بن أتلان بن أجملان بن ابراهيم بن مسعود بن عيسى بن عثمان بن اسماعيل بن عبد الوهاب بن يوسف بن عمر بن يحيى بن عبدالله بن احمد بن يحيى بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن علي كرم وجهه من فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
.
سيرته:
ولد الشيخ ماء العينين في الحوض الشرقي من بلاد شنقيط يوم الثلاثاء السابع و العشرين من شهر شعبان عام ستة و أربعين بعد المأتين و االألف هجرية موافق للحادي من شهر فبراير من سنة 1831 ميلادية ، نشأ في بيت علم و تقوى ينهل من علم والده االشيخ محمد فاضل ومن المشايخ ن فحفظ القرآن برواية ورش و ابن عشر سنين ثم أعاد حفظه بالروايات السبع ، و حفظ المتون الفقهية كمختصر الخليل ومجد في تلقي معظم العلوم الدينية و صنوف الأدب مما مكنه من التدريس في مدرسة والده برهة من الزمن.
بعد إجازة والده ارتحل الشيخ داعيا في سبيل الله ،فكان أول سفره الحج الى بيت الله الحرام سنة 1274 للهجرة الموافق للسنة 1858 ميلادية و قدمر خلال رحلته بالمدن العربية وقابل السلطان مولاي عبد الرحمان الذي خصه بكريم اللقاء و جهزه بأحسن جهاز ويسر له سبل السفر.، وصل الشيخ ماءالعينين غلى مكة و دخلها عام 1274 للهجرة. بعد عودته من الحج قدم على قبيلة تجاكانت ثم انتقل الى تندوف ليلاقي العالم محمد المختار بن الأعمش الجكني، بعد ذالك اتجه الى الساحل ليلاقي قبيلتي العروسيين و أولاد دليم فأستقبلوه بالغ الأستقبال وألحوا عليه بالمقام عندهم.
رجع الشيخ ماءالعينين الى تندوف ثم اتجه الى أدرار حيث ابن عمه محمد فاضل بن محمد بن أعبيد، كما التقى بالأمير أحمد و لد عيدة و من ثم اتجه الى تندوف ثم وادنون حيث استقبله قبائل تلك المنطقة بمختلف أنواع الاحتفال، بعدها عاد مرة ثانية الى أدرار و قد عزم على الرجوع الى الحوض فنصحه محمد فاضل بن محمد عبيدي بالرجوع الى الساحل، فقدم على قبيلة العروسيين الذين لاقوه بمختلف أنواع الحفاوة و التكريم و مكث معهم، حين مكوثه في قبيلة العرسيين اجتمع حول الشيخ خلق كثير من تلامذته و محبيه فأشارت عليه زوجته بالأنتقال بمن معه و السكنى و حده.
بدأ الشيخ في بناء مدينة السمارة سنة 1898 ميلادية لتكون بذالك حاضرة الإشعاع العلمي و الثقافي في الصحراء.
امتازت علاقة الشيخ ماءالعينين بملوك المغرب بخصوصية و احترام متبادل، فأثناء حجه الأول التقى بالسلطان عبد الرحمان في مكناس فجالسه و حادثه و أكرمه ويسر له طريق الحج. كما أرسل السلطان سيدي محمد الى الشيخ كي يقدم عليه في مراكشسنة 1873 م فاستقبله بما لا يوصف من الحفاوة و التكريم و أنزله المنازل الفاخرة و أهدى له الهدايا الكثيرة، كماأرسل السطان الحسن الأول الى الشيخ فجاءه في مراكش و جريا على نهج سلفه استقبله و أهداه الهدايا النفيسة.و استمرت علاقته بالسلطانيين عبد الحفيظ و عبد العزيز علاقة تكتسي طابه التشاور و الاحترام.
مع بداية القرن العشرين أصبحت الأطماع الفرنسية في احتلال بلاد شنقيط، فعمل الشيخ من السمارة على تأطير القبائل و استنفارها فألف كتابه بيان من حارى في أمر النصارى و أرسل ابنيه الشيخ الطالب اخيار و الشيخ حسن الى ولاية الترارزة. و قدم ايه وجهاء القبائل و أمراء شنقيط للتنسيق و المشاركة في حملته، و بما أن الخطر كان يداهم المغرب الأقصى بأسره فقد أرسل الشيخ ماء العينين إلى السلطان المغربي يريد الدعم و المؤازرة.
توفي الشيخ ماءالعينين منتصف ليلة الثلاثاء 21 شوال سنة 1328 للهجرة الموافق ليوم 11 أكتوبر 1910 في مدينة تيزنيت و دفن هناك .