أرحام وأصهار الأشراف الأدارسةهنا نستعرض ونتعرف على أرحام أي على أمهات السادة الأشراف الأدارسة وعلى أصهارهم الذين قد تزوجوا من بنات السادة الأشراف الأدارسة.
أبدا هو محاولة لفهم وضعية فقط لا غير ةليس هناك أي تلميح ...
أردت أن تفيدني في شيء حيرني كثيرا وهذا لا علاقة له بشرف بنت الشريفة ....
في الاستدلالات التي قدمت في موضوعك السابق بخصوص الانتماء الى الاباء كانت هناك أحاديث رواها البخاري ومسلم
بينما غاب البخاري ومسلم في ما يخص نسبة الشرف الى سيدتنا فاطمة رغم وجود حديث فاطمة الصغرى عن فاطمة الكبرى ....
وأعيد التساؤل من زاوية أخرى حتى يتضح الأمر ، هل روى الشيخان هذا الحديث أم لا
وهذا هو الحديث الذي اقصده والذي أوردته في موضوعك :
* فعن فاطمة الصّغرى بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى ( رضي الله عنها) مرفوعا إلى النّبي ( صلّى الله عليه و آله و سلّم ) : " كُلُّ بَنِي آدَمَ يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَةِ أَبِيهِمْ إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ ، فَإِنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ " رواه الطبرانيّ في معجمه الكبير و أبو يعلى في مسنده و كذا الديلمي في مسنده و الخطيب البغدادي في تاريخه (ج11 ص285) و ابن حجر الهيثمي في مجمع الزّوائد (ج9 ص172 )
أوّلا صحة رواية هذا الحديث الشّريف و قبوله
لا تجعل منه حديثا صحيحا كما هو في مصطلح علوم الحديث و أصوله
و بالتالي فهو لا يرتقي إلى درجة الصّحة التي اعتمد عليها الشيخان في إثباتهما لأحاديث مصنّفيهما
حيث اشترط مسلم في صحيحه معاصرة الراوي لمن يروي عنه و اكتفى بذلك
بينما زاد عليه البخاري شرطًا آخر و هو ثبوت الملاقاة أيضًا.
و هذا ما يتعذّر في حديثنا هذا ، ففاطمة الصغرى كما هو معلوم ما لاقت و لا عاصرت جدّتها السيدة الزهراء سلام الله عليهما
مع أنّ غالب الظنّ أنّها ما روت عنها إلاّ من طريق أبيها أبي عبد الله الحسين ، لكنّ الظّنّ لا يُعمل به و ليس معتبرا في دراسة متون و أسانيد الحديث الشّريف و إلاّ دخل في حديث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما ليس منه
فربّما روت حديث جدّتها هذا عن راوٍ مجهول غير أبيها الحسين، خاصّة أنّها لم تصرّح بذلك، و إذا كان هذا الراوي ثقة عندها فربّما لا يكون ثقة عند غيرها، و بالتالي : الأمر إذ تطرّق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
و فاطمة الصغرى من الطبقة الرابعة روى عنها جميع أهل السنن ، و قد ذكرها ابن حبّان في كتاب ( الثقات )
قال عنها ابن سعد في الطبقات : ( أمّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تزوجها ابن عمها حسن بن حسن فولدت له عبد الله و إبراهيم و حسنا و زينب ثمّ مات عنها ، فخلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان فولدت له القاسم و محمد و هو الديباج لجماله و رقّته )
ومن شيوخها كما ذكرهم الحافظ المزّيّ في ( تهذيب الكمال )- و أكيد هم أكثر من ذلك - :
- بلال المؤذّن " مرسلا "
- أبوها الحسين بن علي كما عند أبي داود و النسائي في مسند علي و ابن ماجة القزويني
- عبد الله بن عبّاس كما عند ابن ماجة
- أخوها زين العابدين السّجّاد
- أسماء بنت عميس
- عمّتها زينب بنت علي
- أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر
- جدّتها فاطمة الكبرى مرسلا كما هو في حديثنا هذا.
لكن لا يعني من كلّ هذا الكلام أّنّهما ضعّفا الحديث أو كذّبوه هذا على فرض وصوله إليهما، بل قصارى ما يمكن قوله أنّهما احترما تلك الشروط التي وضعوها صيانة لحديثه صلّى الله عليه و آله و سلّم.
- و في مقابل ذلك نرى أنّ بعض المحدّثين جعلوا من هذا الحديث المرسل - و هو كلّ حديث وقع فيه الانقطاع في إحدى حلقات سنده ، و هذا التعريف لدى المتقدمين من أهل الحديث أمثال البخاري و مسلم و ابن خزيمة و أبي زرعة و غيرهم - قلت نجد أنّ بعض المحدّثين جعلوا هذا الحديث المرسل و الذي هو من قبيل الضعيف حديثًا حسنًا لغيره لوجود شواهد و متابعات له ترفع منه و تشهد له بالثبوت فهو حديث حسن، و الحديث الحسن و إن كان أقلّ من الصحيح لكنّه يعدّ مقبولاً و لا يجوز ردّه .
و قد رواه كما أسلفت الطبراني في الكبير عن فاطمة الزهراء مرفوعا،
وأخرجه كذلك أبو يعلى. ومن طريقه الديلمي عن عثمان بن أبي شيبة بلفظ لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه إلا ولدا فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما،
ورواه الخطيب في تاريخه عن جرير بلفظ كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم، إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم. وفي سنده ضعف وإرسال، لكن له شواهد عند الطبراني عن جابر مرفوعا أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله جعل ذريتي في صلب علي.
قال في المقاصد ويروي أيضا عن ابن عباس كما هو في ارتقاء الغرف وبعضها يقوي بعضا.
و قد ردّه ابن الجوزي في العلل بأنّه لا يصح، و إن كان كلامه صوابًا لكن ما دام أنّ له تلك الشواهد و المتابعات ارتقى إلى درجة الحديث الحسن لغيره،
كما رده أيضا الملاّ علي القاري الحنفي فقال ويرد عليه أنه رواه أبو يعلى بسند ضعيف والحديث مرسل وله شواهد عند الطبراني. وغايته أنه ضعيف لا موضوع