دور السادة الأشراف في الإدارة المحلية في عهد دولة السلطان الفاسي

[شريف ودان]

دور السادة الأشراف في الإدارة المحلية في عهد دولة السلطان الفاسي

منذ نشأت دولة أولاد إمحمد الفاسي لعب السادة الأشراف فيها ومن مختلف بيوتهم القاطنين في نطاق الحدود الإدارية لهذه السلطنة دورا حيويا في بنائها واستقرارها إسوة بكثير من الأسر والقبائل الأخرى. فكان منهم القاضي والمفتي والفقيه و كاتب العدل ومجلس الأعيان و الشيخ . وكان منهم من يقوم بتنفيذ الأحكام القضائية في دائرته الإقليمية، وكان منهم أيضا من يقوم بتحصيل الضرائب من الذين لايقومون بدفعها طواعية .وإلى غير ذلك من الوظائف الأخرى في مجالات الحياة المختلفة . وفي كثير من الأحيان ما نجد الأشراف ومن عدة بيوت يكلفون معا لإداء نفس المهمة، والتي تعتبر قرينة على حسن التعاون والتكافل بينهم دون التعدي على القانون وحقوق الآخرين في ذلك الزمان، وتوجد شواهد ومستندات عديدة توثق ذلك.

ففي الوثيقة الأولى والتي نقوم بشرحها يعود تاريخها إلى عهد السلطان احمد بن المرحوم السلطان محمد الناصر عام (1170 هجري)، قامت وساطة خير من المسلمين من أعيان سبها بمهمة لحصر نخيل السلطان في بلدة حجارة، بصحبة وبمعرفة متعهدي ذلك النخيل، وكان ذلك الإجراء الأميري قد تم بعدما أحسّ المتعهد بالنخيل بتداخله مع نخيل الملاك المجاورين له.

لذلك قامت لجنة الوساطة بحصر نخيل السلطان فى جزاير نخيل بلده حجارة طولًا وعرضًا ومن كل الجهات، وعلاوة على قيامهم بالتواصل مع ملاك النخيل المجاور لنخيل السلطان، ففي نهاية وساطتهم قاموا بحصر نخيل الأمير و تمييزه تحقيقًا وتدقيقا عن بقية نخيل الملاك المجاوربن له، وكان ذلك بمساعدة عارفي نخيل السلطان.

وكان في تلك الوساطة كاتب العدل الشهير السيد الشريف محمد المنير بن الشريف الحسن بن القاضي الشريف فايز بن الشريف علي بن الشريف فايز . وكان معه من السادة الأشراف كاتب العدل السيد الشريف محمد بن الشريف احمد بن الشريف ابراهيم بن الشريف حمودة بن الشريف إبراهيم الكبير الزويلي.
وكان معهما في تلك الوساطة أيضا كوكبة من قضاة وفقهاء وكتاب عدل من السادة آل الحضيري وهم الآتي:
الفقيه القاضي السيد احمد بن إمحمد بن الشيخ عثمان بن الشيخ علي الحضيري
والسيد إبراهيم بن احمد بن القاضي إبراهيم بن الشيخ حامد الحضيري
والسيد أبوبكر بن عيسى بن ابي بكر بن الشيخ حامد الحضيري
و السيد محمد بن القاضي مختار بن محمد بن القاضي محمد تاج العارفين بن الشيخ مختار بن الشيخ حامد الحضيري.

وفي الوثيقة الثانية و الثالثة واللتان نقوم بشرحهما يعود تاريخهما إلى عهد السلطان أحمد بن السلطان محمد المنصور بن السلطان احمد بن السلطان محمد الناصر عام (1200 هجري)، قام فيها كاتب العدل السيد الشريف جهيم بن محمد بن جهيم بن حمد بن الشريف جهيم الوداني والعائد نسبه إلى آل السيد الشريف عبداللطيف (عيت الشريف) الكولاني الادريسي ومعه كاتب العدل السيد الشريف اعبيد بن الشريف منصور بن حسين بن إبراهيم بن منصور بن الشريف ابراهيم الكبير الزويلي، والمكلفان بتنفيذ ومتابعة أحكام المسائل القضائية في دائرة زويلة في ذلك الزمان. حيث قاما بمتابعة أمر قضائي صادر من قاضي حاضرة دولة أمحمد (مرزق )، الشيخ القاضي السيد أحمد بن القاضي محمد بن القاضي عمران، وذلك في مقتضى قضيه أختلاف في مبايعة نخيل حلت وديا مابين السيد محمد بن زيدان من السادة الزيادين القاطنين بلدة تمسه وبين السيد الشريف محمد الكميلي بن محمد بن إمحمد بن الشريف هندي، والسيد الأخير أوكل وأناب عنه ابن عمه السيد الشريف محمد بن عبدالرحمن بن إمحمد بن الشريف هندي.

ففي فزان قديما عادة ما يتجه أهل الخلاف إلى أهل العقد والحل بالبلدة لحلحلة هذا الاختلاف. وما يتم التوصل إليه من خلالهم يوصي به القاضي. أما إذا ما استشكل عليهم الأمر يكون الفيصل في دار القضاء.

أعداد الباحث التاريخي الدكتور عمر عبدالقادر الشريف الولي من آل الشريف منصور بن الشريف إبراهيم الكبير الزويلي.

كلمة شكر لابد منها:
نشكر كل من مدنا بالمصادر التاريخية من وثائق ومخطوطات وكتب ومنشورات لوثائق تاريخية وروايات متواترة من عدول من داخل الأسرة وخارجها. ومن كوكبة من البحاث المنتشرين على رقعة كبيرة من وطننا الحبيب، ونترحم على الا موات منهم وندعوا للأحياء منهم بالسداد والتوفيق . كما نشكر من أسهم بالارتقاء بالتصحيح اللغوي للمنشور . والشكر موصول لجميع البحاث من أسرة آل الشريف إبراهيم الكبير الزويلي على حسن التعاون فيما بينهم ونقل خبراتهم وثمرات جهودهم البحثية للأجيال المتعاقبة داخل الأسرة. كما لا يفوتني بأن أشكر الناشر ابن العم الفاضل السيد الشريف خالد الفضيل على جهودة المنقطعة النظير لإظهار التاريخ المشرق للجميع.

الناشر أنا خالد الفضيل بن سعد بن الفضيل بن إبراهيم عمر بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن منصور بن الشريف إبراهيم الكبير الزويلي بن الشريف منصور الحسني
————————————————————

ملحق الوثائق

نص الوثيقة الأولى :
المتولي حفظ النخيل السلطني والمصاريف المخزنية حين تاريخية بسبها كان قد احسّ ببعض نخيل لمولانا الأمير قد انتهب وتشتت في أيادي الرعية ببلد نخيل حجارة فلما أراد خروجه من يدهم وان لا يمكنه ان يكلم احد من الرعية من قبيل ذالك فخرج لمعرفته وفي صحبته واسطة خير من المسلمين ستذكر أسماؤهم في اخر هذا المكتوب معتمدين في معرفته على قول رجل من حجارة يقال له حامد الأطرش بعد أن يحلف على ذالك لكتاب الله المجيد انه ..... فيها كان عارفًا به من نخيل السلطان فلما توصلوا من النخيل المذكور فحق القول وبان مما كان اعرفه بعد اليمين في خروج ما كان لمولانا الأمير في بلد حجارة بحيث لم يبق للأمير فيها ما يستشكل فيه من نخيله مع الرعية الا ما نذكره هنا تحقيقًا وتدقيقا فمن جملة ما عرف له في القعره بير شرك الحاج يحمد القرضي صح للسلطان الجهة الشرقية التي بحري تسعة حيضان تاسفرت وحوض ءاغلين وصح للحاج يحمد الجهة الغربية ثمانية حيضان تاسفرت وقلب في المرقب يقال له قلب فايزة وحوض من الحاج يحمد في الخضيرة وثلاث حيضان في اسويسي من علي بن عبدالحفيظ سبعة حيضان من ابي القاسم بن الحاج ابراهيم القرضي في الخضيرة وحوضين تاسفرت من بن حمدة وحوض ....من الحاج يحمد وخمسة حيضان من الحاج يحمد اشتراهن من عثمان بن خليفة الزكراوي في الخضيرة ....بذالك من تحقق الأمر واستوعبه أولا وءاخرا بعد التطوف في جزاير بلدة حجاره طولا وعرضا من الجهات كلها مما ينسب للأمير في جميعها بتاريخ أواسط رجب عام السبعين ومايه والف الفقير لله محمد المنير بن الشريف الحسن بن فايز بن علي
واحمد بن محمد بن عثمان بن علي الحضيري سامحه الله ولطف به
وإبراهيم بن احمد بن إبراهيم بن حامد الحضيري كان الله له امين
وأبوبكر بن عيسى بن ابي بكر بن حامد الحضيري
ومحمد بن الشريف احمد بن الشريف ابراهيم بن الشريف حمودة الزويلي
وفقير ربه محمد بن مختار بن إمحمد بن إمحمد بن مختار بن حامد الحضيري.
———————
نص الوثيقة الثانية:
الحمد لله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وءاله
من المكرم العدل الشيخ القاضي سيدي ءاحمد ابن القاضي سيدي محمد بن القاضي سيدي عمران الى السيد الشريف جهيم بن الشريف محمد والشريف عبيد بن الشريف منصور السلام عليكم ورحمت الله وبركاته وبعد فقد اشتكى لنا محمد بن زيدان من الشريف محمد الكميلي ذكر انه باع له نخلا ثم بعد ذالك اسلم له في النخل المذكور والان وصول امرنا اليكم كلموه يعطيه رسمه والا يحلف له انه لم يسلم له ولا قال له اذا كان ما بدلت لي الثمانيه نخلات متاع ........... النخل والا أعطني أخواتهن والا ياتي يحاججه واما الشريف محمد بن الشريف عبدالرحمن ....... وكالته حاصل الامر اما يحلف له او يسلم او يحاججه والسلام عليكم من كاتبه عن اذنه محمد بن ابي بكر بن احمد والسلام.

———————
نص الوثيقة الثالثة :
الحمد لله صلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم نعم انه اتانا محمد بن زيدان بأمر من السيد القاضي سيد احمد بن سيدي القاضي محمد بن سيدي عمران في مقتضى النخل الذي ببلد تمسه الذي بايعه للشريف محمد لكميلي وقرينا الأمر على الشريف محمد المذكور وبعد ذلك قال له الشريف محمد الكميلي أنا أوكلت محمد بن عبدالرحمن إذا كان النخل نظره وعجبه يعطيك خراريبك وإن ما عجبه يعطيك رسمك وكتب عن ادنه اعبيد بن الشريف منصور بن الشريف حسين استدراك يعني إذا ما وافق الشريف محمد بن عبدالرحمن ما وافقني وكتب عن ادنه بتاريخ اخر رمضان المعظم عام المايتان والف اعبيد بن الشريف بن منصور بن حسين وجهيم بن الشريف محمد.

كتبها وحققها: د. عمر عبدالقادر الشريف الولي
https://www.aladdarssah.com/up/do.php?img=122

https://www.aladdarssah.com/up/do.php?img=123

https://www.aladdarssah.com/up/do.php?img=124